![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ، وَأَغْلَقَتِ الْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا الأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. [5] إذ طلب أليشع من مُعلِّمه أن ينعم بروحيْن منه، نال سؤل قلبه. فكما وُهب إيليا النبي سلطانًا، يأمر الخلائق فتطيعه في الرب، إذ طلب من السماء ألا يكون طلّ ولا مطر حتى يقول لها، هكذا تمتَّع أليشع بذات السلطان. لقد طلب من دُهنة الزيت أن تفيض حتى تملأ الأواني الفارغة، وتُحقِّق له طلبه. لقد أكَّد النبي بعمله هذا أن الله قادر أن يُشبع احتياجات المؤمنين حتى المادية. إنه لأمر مُحزِن أن تستجيب دهنة الزيت لطلبة النبي، فتحل بها البركة، لتُسدِّد دين الأرملة المسكينة، وتنقذ الابنين، ولا يستجيب قلب الإنسان ليظهر حنوًا ورأفة. لقد أشركت المرأة ابنيها في العمل، حيث كانا يُقدِّمان لها الأواني الفارغة، وهي تسكب من دهنة الزيت لكي تكون لهما خبرة عملية بعمل الله المُشبِع لاحتياجاتنا. v سألها ماذا يوجد معها في بيتها؟ أجابته: إن لها زيتًا في قارورة. لماذا إذًا سأل النبي المختار واستفسر من الأرملة (قائلاً): ماذا لكِ في البيت؟ حرَّك نفسه ليصنع آية في بيت الأرملة، ويُكثِّره لها ما لها، وتغتني به. بالروح الذي أخذه من الله، كان قد تسلط حتى يُكثِرَ الخليقة ويُقللها ويُبدِّلها. لهذا سألها ماذا لديكِ، حتى يكثِّر ذلك الشيء الموجود عندها. لو كان يوجد في بيتها شيء آخر، لأكثره، وكان يثريها مما لها. إذ أعلمته بأنها تملك زيتًا، صمم أن يملأ كل بيتها زيتًا، فتغتني به. أخذ أليشع مفتاح إيليا العظيم ليفتح الخلائق ويغلقها مثل رب بيتٍ. بهذه القوة التي بها تدفق القرن في بيت الأرملة، بُوركت القارورة وكثر الزيت. معلّمه لقّنه، والرب وهب له أن يأمر الخلائق، فتخدمه بطبائعها. ولهذا سأل ماذا يوجد في بيت الأرملة، ليدعو الخليقة المجيدة فتقوم. وإذ وجد هناك زيتًا، أمر الزيتَ ففاض، وسُدَّ حاجة المعوزة. ما أن عرف بأنها تملك في بيتها زيتًا، قال لها أن تطلب من جيرانها آنية فارغة. وتدخل إلى بيتها هي وابناها وتغلق بابها، وتملأ الآنية ماءً[10]، وفعلت هكذا. والآنية التي طلبتها ملأتها ماء وفاض الزيت واغتنى بيت المعوزة بمعجزةٍ حدثت. القديس مار يعقوب السروجي v من يعطني عينًا صافية ترى الأسرار، وفمًا صاحب سلطان على الخفايا فأتكلم عنها. ونفسًا مملوءة من حبّ الرب، وإيمانًا، وكلمة جلية تُحرِّك التمييز. وأذنًا مملوءة حبًا عظيمًا، وعطشًا لسماع جمال الأسرار، عندما توصف بأشكالها؟ هذه الأرملة التي اشتكت لدى أليشع، مصوّر بها السرّ بوضوح لمن ينظر إليها. كان النبي يستطيع أن يدفع دَينها بدون زيت، لو أَمَرَ صاحب الدَين أن يتركه لها. كان يُقدَّم له وزنات وثياب ولم يأخذها، أما كان قادرًا أن يفي دَين تلك المشتكية؟ سأل الشونمية ماذا يُصنَع لها، وكان مُستعِدًا أن يقول كلمة للملك لأجلها. ذاك الذي كان يسهل عليه أن يأمر الملوكَ، لماذا لم يأمر صاحبَ دَين هذه الأرملة؟ أدخلها وأغلق الباب عليها وعلى ولدَيها، لأجل الأسرار التي تمَّت فيها بوضوح. ربنا هو نسمة نفس النبوة، ولا توجد فرصة نهائيًا، بأن تحيا بدون أسراره... بتلك الأرملة التي دخلت وأغلقت الباب على نفسها صوَّر أليشع سرّ الكنيسة وخلاصنا... أغلقت أبوابها وأوفت دَينها، وبها رُسمت الكنيسة التي هي أيضًا تغلق أبوابها لغفران الذنوب... كان السرّ محفوظًا عن الذين في الخارج ولم يعرفوه، عندما صنعت فعلها بينها وبين ولدَيها داخل أبوابها. أرسل أليشعُ صاحبُ السرِّ الروح،َ ورفرف هناك في بيت الأرملة داخل أبوابها. القديس مار يعقوب السروجي v داخل الأبواب المُغلَقة تكلم ثلاثة بالسرّ، وصبُّوا، وملأوا الأوعية الفارغة غنى عظيمًا. الأوعية الفارغة تدل على البشر الذين كانوا فارغين من الحياة ومن موهبة اللاهوت. في داخل الكنيسة، يسكب الثالوث الحياة، ويملأ الجميع من موهبته صاحبة الكنوز. هذه الأسرار التي تمت داخل الكنيسة، موجودة في كل العمل الذي صار في بيت الأرملة... طلب النبي من المرأة أن تسأل الأوعية حتى من السوق ومن جيرانها لتملأها. هذا يرسم أن تأخذ الكنيسة من جميع الشعوب أناسًا فارغين، وتملأهم إيمانًا. قال لها: اطلبي من السوق ومن جيرانك، كما تأخذ الكنيسة من الشعوب والأمم |
|