![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أليشع يبكي على فراق إيليا وَكَانَ أليشع يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: يَا أَبِي يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا! وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ. فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ، وَمَزَّقَهَا قِطْعَتَيْنِ. [12] دعاه أليشع "مركبة إسرائيل وفرسانها"، لأن الرب يستخدمه ليرشد الشعب، ويُحذِّرهم من خطط الأعداء، ويهبهم النصرة. جاءت كلمة "مركبة" في الأصل بصيغة الجمع "مركبات"، لا ليركب مجموعة من المركبات، إنما لترحب به السماء ويتهلل به السمائيون. هذا معناه أن إيليا كان يُعتبَر أعظم سلاح يكشف عن قوة الله في ذلك الحين، في الدفاع عن إسرائيل. لم يعد يرى إيليا بعد. حدث لإيليا ما حدث مع موسى النبي؛ حيث اختفى، ولم يعرف أحد قبره حتى اليوم (تث 34: 6). v رأى التلميذ أنهم فصلوا مُعَلِّمه من عن يمينه، فصرخ بأصوات مملوءة بالألم، لأنه انفصل عنه. بكى الوارث، ورافق أباه الروحي، وحُرم الوارث من العِشرة المملوءة فوائد. صرخ الابن الحكيم وهو يولول: يا أبي، يا أبي، ومزَّق ثوبه، لأن الأب الروحي انفصل عنه. دعاه مركبات وفرسان كل الشعب، لأن به انتصر إسرائيل في كل المعارك. أخذ المعطف، وقَبِلَ الوارث الصالح روحَه، وحُرِم من مُعلِّمه الذي ركب الأعالي ورُفع. القديس مار يعقوب السروجي لقد أخفى أي استحقاقٍ له لنوال هذه الخدمة، وقدَّم النعمة الممنوحة للقائد المقدس فوق كل اعتبارٍ إنسانيٍ. v تقول النفس: [لقد جَعَلَتْني كمركبات عَمِّينَادَاب] (نش 6: 12) LXX. (عميناداب = عمي كريم، أو قوم شريف، أو أمير شعبي، أو مركب أميري). النفس هي مركبة تحمل سيدها الصالح، لها خيول صالحة أو رديئة. الخيول الصالحة هي فضائل النفس، والرديئة هي الشهوات الجسدية، لهذا يكبح السيد الصالح الخيول الرديئة، ويسحبها إلى خلف بينما يحث الصالحة (للتقدُّم إلى الأمام). الخيول الصالحة أربعة: التعقل والاعتدال والثبات والعدل. والخيول الرديئة هي الغضب والشهوة والخوف والظلم. أحيانًا تكون هذه الخيول في تعارُض مع بعضها البعض، كأن يتهيّج الغضب أو الخوف، فيعوق أحدهما الآخر ويبطئ الاثنان في تقدمهما. أما الخيول الصالحة فتنطلق طائرة، ترتفع عن الأرض إلى أماكن علوية؛ فترتفع النفس خصوصًا إن كان لها النِير الحلو والحمل الخفيف للقائل: [اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ... لأَنَّ نِيرِي حلو، وَحِمْلِي خَفِيفٌ] (مت 11: 29-30). إنه السيد الذي يعرف كيف يسوس خيوله، فيحافظ الكل على نفس الخطوة (ليسير الكل في انسجام). فإن كان التعقل سريعًا جدًا، والعدل بطيئًا جدًا يحث الأكثر تكاسلاً بسوْطه. وإن كان الاعتدال لطيفًا جدًا والثبات حادًا جدًا، يعرف كيف يوحِّد غير المنسجمين حتى لا يفقدان تقدمهما. حسنًا قيل: [قد جَعَلَتْنِي كمركبات عَمِّينَادَاب]، وهو اسم معناه "أب شعب"، وأب الشعب هو أيضًا أبو نحشون (عد 1: 7؛ 2: 3)، معناه "من الحية أو الثعبان". تذكروا الآن من عُلِّق على الصليب كحية لخلاص كل البشر (عد 21: 9؛ يو 3: 14)، فستذكرون التي لها الله حاميها والمسيح قائدها هي في سلام؛ لأن تلك اللفظة "قائد" وردت في كتابنا المقدس: "يا أبي، يا أبي، قائد (مركبة) إسرائيل" (2 مل 2: 12). القديس أمبروسيوس أدرك أليشع ما تحمله نفس إيليا من قداسة، وأيضًا جسده الذي تأهل أن يركب مركبة نارية تصعد به إلى السماء، وآمن أنه حتى رداء إيليا يحمل قوة بها يشق نهر الأردن. هكذا يُقدِّس الله نفوس أولاده وأجسادهم وثيابهم حتى ظلهم كما نرى في سفر الأعمال، حيث كانت الخرق التي كانت على جسد الرسول بولس المريض وظل الرسول بطرس، تصنع آيات وعجائب. إنه عمل الله الذي يُقدِّس كل ما لمؤمنيه! كان إيليا النبي بالنسبة لإسرائيل كمركبات وفرسان، بل وأفضل منها، لأنه به كان الرب يرشد شعبه ويحذرهم ويهبهم النصرة. يقدم لنا القديس أثناسيوس الرسولي مقارنة بين إصعاد إيليا إلى السماء وصعود السيد المسيح إلى السماء. v كانت الملائكة تظهر في كل حين: عندما ولد، وعندما قام، وعندما صعد إلى السماوات. إذ يقول الكتاب: "إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ"، ولبسهما هذا يعلن عن فرحهما. وقد قالا للتلاميذ: "أيها الرجال الجليليون، ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء..." (أع 10:1-11)". ركِّزْ انتباهك معي! لماذا قالا هكذا للتلاميذ؟! ألم يرَ التلاميذ ما هو حادث أمامهم؟ ألم يقل الإنجيلي: "هذا ارتفع وهم ينظرون"، فلماذا وقف الملاكان بهما وأخبراهما عن صعوده إلى السماء؟!... السبب الأول: لأن التلاميذ بدأوا يحزنون، لأن المسيح سيتركهم... "ليس أحد منكم يسألني أين تمضي، لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم" (يو 5:16-6)... لأجل هذا وقف الملاك بمن حزنوا عند الصعود ، مُذكِّرًا إياهم بأنه سيأتي أيضًا مرة أخرى. "إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ". كأنه يقول لهم: أنتم تحزنون، لأنه صعد. لا تحزنوا بعد، فإنه سيعود. وقد قال لهم ذلك حتى لا يفعلوا ما فعله أليشع مُمزِّقًا ثيابه عندما رأى سيده يصعد إلى السماء (2 مل 12:2). لأنه لم يقف به أحد يقول له بأن إيليا سيعود مرة أخرى. وحتى لا يفعلوا هذا وقف بهما الملاكان وعزياهم، ونزعا عنهم الحزن الذي ملأ قلوبهم. هذا هو سبب ظهور الملاكين. وأما السبب الثاني: فهو ليس بأقل من الأول، إذ أضافا قائلين: "يسوع هذا الذي ارتفع عنكم" لماذا؟ لقد ارتفع إلى السماء. والمسافة بينهم وبين السماء شاسعة، تعجز قدرة أبصارهم عن أن ترى جسدًا يرتفع إليها... لهذا فإن الملاكين وقفا بهم وأوضحا لهم حقيقة الصعود إلى السماء، حتى لا يظنوا أنه أُخذ إلى فوق حيث يوجد إيليا، بل بالحق صعد إلى السماوات. ولهذا السبب قيل لهم: "هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء". فلم يضف هذا القول بغير سببٍ. لكن إيليا أخذ إلى فوق كما إلى السماء، لأنه خادم، أما يسوع، فقد صعد إلى السماء (حيث العرش الإلهي) إذ هو الرب. واحد صعد في مركبة، والآخر في سحابة. عندما دُعي العبد أُرسلت إليه مركبة، أما الابن فإذ له العرش الإلهي وليس أي عرش بل عرش أبيه، وقد جاء في إشعياء: "هوذا الرب راكب على سحابة" (إش 1:19)... وإذ صعد إيليا سقط عنه رداؤه لأليشع (2 مل 13:2). وإذ صعد يسوع أرسل النعم لتلاميذه لهم جميعًا، وليس لنبيٍ. يوجد كثيرون من هم مثل أليشع، بل ومن هم أكثر من أليشع مجدًا. القديس أثناسيوس الرسولي ولكن ليس الكل (يتمتع بهذا)، بل بعضنا يصعد إلى السماوات وآخرون يبقون... اسمعوا ماذا يقول المسيح؟ "اثنتان تطحنان على الرحى. تؤخذ الواحدة، وتُترَك الأخرى" (مت 41:24)... فهل نحن أيضًا نصعد؟!... وعندما أقول "نحن" أحسب نفسي لستُ (مستحقًا) أن أكون بين الذين يصعدون. لأنني لست هكذا بلا إحساس أو فهم حتى أتجاهل خطاياي. وإذ أخشى أن أتلف فرح هذا العيد المقدس، لهذا فإنني أبكي بدموعٍ مُرةٍ عندما استرجع في ذهني هذه الكلمات وأتذكر خطاياي. وإذ لا أريد أن أنزع فرح هذا العيد، فإنني أنهي عظتي تاركًا فرح هذا العيد يشع في أذهانكم دون أن يُحتجَب، فلا يبتهج الغني كثيرًا بغناه، ولا يتضايق الفقير بسبب فقره، بل يصنع كل إنسانٍ عمله أيا كان حسبما يمليه عليه ضميره. لأن الإنسان السعيد ليس هو الغني، ولا الفقير إنسان بائس، بل بالأحرى مُطوَّب، ومثلث التطويبات، ذاك الذي يكون مستحقًا أن يصعد على السحاب ولو كان أفقر الجميع. وهو بالحق بائس ومثلث البؤس، ذاك الذي يُحسَب مع المفقودين، ولو كان أغنى من جميع الناس. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أليشع لا يفارق إيليا |
طرح إيليا رداءه على أليشع |
عندما رأى إيليا أليشع |
أليشع أُجتذب إلى إيليا |
أليشع كان يخدم إيليا |