![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لماذا أخفي إِيلِيَّا إصعاده عن تلميذه أليشع؟ فَقَالَ إِيلِيَّا لأليشع: امْكُثْ هُنَا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ. فَقَالَ أليشع: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَنَزَلاَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. [2] "الرب قد أرسلني": بدعوة من الله انطلق إيليا النبي في ساعاته الأخيرة ليفتقد الأنبياء في محلاتهم المختلفة لكي يُثبِّتهم ويشجعهم بكلماته الوداعية. لماذا طلب إيليا النبي من تلميذه أليشع أن يمكث في الجلجال؟ 1. ربما لأنه أراد في ساعاته الأخيرة أن ينفرد حتى في تنقلاته بين الأنبياء لكي تكون له أحاديثه الخفية مع الله. 2. ولعله أشفق على تلميذه، فلم يرد أن يرى لحظات اختطافه من هذا العالم، فيجد التلميذ نفسه وحيدًا. 3. ولعله أراد اختبار محبته وأمانته، وقد أظهر أليشع النبي محبته الشديدة بقوله: "حي هو الرب، وحية هي نفسك، إني لا أتركك". لحظات حاسمة، فقد أدرك إيليا أنه حان وقت انتقاله من وسط متاعب هذا العالم ليقف أمام الله وجهًا لوجه، ويعيش على مستوى علوي لا يحتاج جسده إلى ضروريات الحياة هنا. وفي نفس الوقت أدرك أليشع بأنه حان الوقت ليفارقه معلمه إيليا بل كما يدعوه: "أبي، مركبة إسرائيل وفرسانها" [12]. لم يكن لدى أحدهما ما يقوله للآخر، فإن المشاعر تفوق كل تعبيرٍ بشريٍ. "إني لا أتركك": أراد إيليا أن يخفي عن تلميذه أمر إصعاده إلى السماء، لا رغبة في الإخفاء ذاته، ولا عن عدم صراحة إيليا، إنما لأنه لا يطلب مجدًا من بشرٍ، حتى وإن كان تلميذه المحبوب جدًا لديه. في نفس الوقت لم يُخفِ الله عن أليشع أمر إصعاد إيليا، لذا أصرَّ أليشع على ملازمة إيليا النبي حتى اللحظات الأخيرة من أيامه على الأرض. لم يرد إيليا أن يحتفل به أحد من بني البشر، وفي تواضعه طلب من تلميذه أن يفارقه، حتى لا يراه صاعدًا. لكن الله القدوس كشف السرّ لتلميذه ولجوقة الأنبياء. احتفل به الأنبياء على الأرض، واستقبلته الطغمات السماوية بفرحٍ عظيمٍ! v بإشارة خفية تحرك إيليا واستعدّ، وسلك في طريقه، ليذهب إلى موضعه كما تهيأ. وبسبب جمال تواضعه، لم يرد أن يراه أحد عندما يرتفع إلى الموضع السامي. تواضع، ولم يكن يريد أن يرى إنسان ما احتفال إصعاده والمجد العظيم الذي يرتفع فيه. لهذا أخفى السرّ عن تلميذه، وكان يُبعده لعلل كثيرة لئلا يُفهم. وإذ ربط قلبه بالعلي، كان يفكر في العلى، ولم يرد أن يراه أحد من السفليين. لم يكن يعرف مجد هذا العالم وإهانته، فحقارته وكرامته كلا شيءٍ. القديس مار يعقوب السروجي |
|