![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* "في كل يوم أباركك، وأسبح اسمك إلى الدهر والأبد" [2]... هذه هي خاصية الروح التقية، هذه التي إذ تحررت من اهتمامات العالم تتكرس للتسبيح. إنه لعار على الإنسان الذي وُهب عقلًا ومزايا أعظم من كل الأمور المنظورة أن يقدم تسبيحًا أقل من الأشياء المخلوقة، حيث يلزم التسبيح. إنه ليس فقط عار بل وأمر سخيف. كيف لا يكون هذا أمرًا سخيفًا، إن كانت الخليقة ذاتها تقدم كل يوم، بل وفي كل ساعة، لسيدها تسابيح الحمد؟ تذكر ما يقوله الكتاب: "السماوات تحدث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه، يوم إلى يوم يذيع كلامًا، وليل إلى ليل يبدي علمًا" (مز 19: 1-2). كل من الشمس والقمر والمجرة المتنوعة للكواكب والصف البديع من كل الأشياء الأخرى تعلن عن خالقها... نحن مدينون كثيرًا لله من أجل خلقته لنا حيث لم يكن لنا وجود، وجعلنا ما نحن عليه، ومن أجل سيادته علينا (بالرعاية) عندما صنعنا، ومن أجل عنايته اليومية العامة والخاصة، السرية والعلنية، ما ندركه وما لا ندركه. أقصد ماذا يمكن للشخص أن يقول عن الأشياء المنظورة التي خلقها لأجلنا؟ وعن الخدمات التي يقدمها لنا، وعن تكوين الجسم وسمو النفس والإمدادات اليومية خلال العجائب والنواميس والتأديبات، وعنايته المتنوعة. أما قمة هذه الخيرات، فهي أنه لم يبخل علينا حتى بابنه الوحيد من أجلنا، والهبات التي قدمها لنا في المعمودية والإفخارستيا... في الواقع إن أحصينا كل شيءٍ من هذه، فإنكم تغرقون في محيطٍ لا يوصف من البركات، سترون كيف لا يمكن حصر ما أنتم مدينون به لرأفات الله. ليس فقط هذه، بل وأيضًا جلال مجد الله وخلوده. ها أنتم ترون أنه يليق بنا أن نسبحه على هذا ونباركه ونشكره على الدوام، ونتعبد له، ونخدمه بلا انقطاع. القديس يوحنا الذهبي الفم |
|