![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لم تكن سوى امرأة تحمل جرتها المثقلة بسنوات من العطش.. عطش للحب..عطش للقبول.. عطش لمعنى لحياتها المبعثرة بين أيدي الرجال.. كانت تمشي نحو البئر في الظهيرة.. حين تهرب العيون من المواجهة. .وحين تبتلع الشمس ظلال العابرين.. كي لا يراها أحد..كي لا تسمع همسات الإدانة.. لكنها وجدت هناك رجلاً لا يشبه كل الرجال ..رجلًا لم ينظر إليها كما نظر إليها الآخرون.. لم يضعها في خانة العار..لم يُمسك حجرًا ليقذفها.. بل رأى قلبها..رأى عطشها..رأى روحها المتعبة. .وقال لها: "لو كنتِ تعلمين…" لو كنتِ تعلمين من يطلب منكِ الماء ..لكنتِ أنتِ من طلبتِ منه ماء الحياة.. لو كنتِ تعلمين أنكِ لم تُخلقي للفراغ بل للمجد. .لما بحثتِ عن ذاتك في وجوه العابرين.. لو كنتِ تعلمين أنكِ لستِ مرفوضة بل مختارة.. لما كنتِ تسيرين تحت الشمس هاربة من الناس.. لم يَعِظها..لم يُحاضرها عن أخطائها..لم يجرّحها بكلمات قاسية.. بل كشف لها جرحها..ثم سكَب فيه ماء الشفاء.. لم يقل لها: "أنتِ خاطئة". .بل جعلها أول من سمع منه أنه المسيّا المنتظر.. هكذا يلتقي المسيح بالقلوب المكسورة..لا ليذكرها بانكسارها.. بل ليجعلها شهادة حيّة لقوة النعمة.. لأنه وحده القادر أن يجعل من بئر الماضي ينبوع حياة ..ومن جرة فارغة إناءًا ممتلئًا بالمجد.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لا تعبثوا بالقلوب |
المسيح يلتقي بالسامرية |
رفقاً بالقلوب |
المسيح يلتقي بالسامرية |
عمل ستارة بالقلوب |