v اذكروا أنه من المعتاد بالنسبة للرسَّامين الذين يعزمون على تقديم صورة لشخصٍ ما أن يقتربوا منه ويمكثوا بجواره يومًا أو يومين أو ثلاثة لكي يتأكدوا أنهم يُقَدِّمون الصورة بدقةٍ بدون خطأ بالجلوس المُتكرِّر معه. ولما كان هدفنا أن نقدم مشهدًا لا للخطوط العريضة لجسد (داود) بل للجمال والكمال الروحي لنفسه. نزمع أن يجلس داود ملتصقًا بكم اليوم حتى يمكنكم جميعًا أن تتطلعوا إليه، وينطبع كمال البار على نفوسكم شخصًا شخصًا، وأيضًا وداعته ولطفه وكل فضيلةٍ له.
وفي النهاية إن كانت الصور الجسدية تُعطِي نوعًا من الراحة لمشاهديها، بالأكثر يتحقَّق ذلك بصور النفس. بينما لا يمكن رؤية الأولى في كل وضع، ويلزم الجلوس في مكان مُعَيَّن معه، فإنه لا يوجد ما يمنعكم بالنسبة لرؤية الثانية، ترونها أينما وُجِدْتم. وذلك بوضعها في أعماق الذهن أينما كنتم، فتنظرونها على الدوام، وتنالون منها منافع كثيرة... إن وضعتم صورة داود على الدوام أمام أعينكم، وتحملقون فيها، فإنه مع الوقت مرة فأخرى بالتطلع إلى صورة الفضيلة تنالون شفاءً كاملاً، وتتمتَّعون بالقِيَم السليمة النقية.
القديس يوحنا الذهبي الفم