![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() بين داود وشاول للقديس يوحنا الذهبي الفم يرى القديس جيرومأن سفري أخبار الأيام الأول والثاني هما خلاصة العهد القديم[1]. يُوَجِّهان أنظارنا بروح الله القدوس، ليُعِيد نظرتنا نحو التاريخ المقدس منذ آدم إلى السقوط تحت السبي مع وجود وعد إلهي بالعودة من السبي، ليكشفا عن الحاجة إلى ابن داود، كلمة الله المتجسد، مُخَلِّص العالم، القادر وحده أن يُقِيمَ ملكوته الإلهي في داخلنا (لو 17: 21). لا نعجب إن خصَّص سفرا الأخبار من بين الخمسة وستين أصحاحًا، أصحاحًا واحدًا عن أول ملك لإسرائيل أي شاول (أصحاح 10) سجَّل فيه موته، بينما خصَّص تسعة عشر أصحاحًا عن مُلْكِ داود (1أي 11-29)، وذُكِرَ اسمه في السفريْن أكثر من 220 مرة. بهذا يكشف عن مدى اهتمام السفريْن بشخصية داود. لكنهما ليسا سفريْن دفاعيين عن العرش الملوكي الداودي. إنهما ينطلقان بنا إلى عرش ابن داود ملك الملوك، لننعم بحياةٍ ملوكية روحية سامية. لهذا ما شغل سفر أخبار الأيام الأول في تاريخ شاول هو موته، لكي لا يكون لفكره الشرير مَوْضِع في قلوبنا، بل نقتدي بشخصية داود الملك البار. هذا ما دفعني لتقديم الأفكار الرئيسية عن شخصية كل من الملكيْن كما وردت في العظات الثلاثة التي للقديس يوحنا الذهبي الفم عن داود وشاول. لكي نفهم ما قدَّمه لنا القديس يوحنا الذهبي الفم بخصوص "داود وشاول"، يلزمنا التعرُّف على الظروف التي ألقى فيها القدِّيس هذه العظات. عظات التماثيل عظات على داود وشاول لماذا تحدَّث القدِّيس عن داود وشاول؟ داود النبي والإمبراطور ثيؤدوسيوس علاج عملي مع فكر عميق! العظة الأولى 1. الاهتمام بالقِيَم الصحيَّة 2. نقاوة قلب داود 3. سمو داود إلى قِيَم العهد الجديد وهو في ظل الناموس 4. عدم انحراف داود عن هدفه 5. تدقيق داود في سلوكه الروحي 6. نظرة داود العجيبة لمن يطلب قتله 7. داود صاحب العين البسيطة 8. داود صاحب القلب المُتَّسِع العظة الثانية دعوة للاعتزاز بداود النبي! 9. داود قائد معركة أم حارس وحافظ لأعدائه؟ 10. داود قائد معركة أم مُعَلِّم أو كاهن أو أسقف أم مذبح للرب؟ 11. تَمَتُّع داود بنصرة روحية فريدة! 12. تَمَتُّع داود بإكليل البرِّ لا تاج شاول 13. تواضع داود أمام من وهبه إحساناته! داود بحكمةٍ يطلب من شاول أن يُراجِع نفسه 14. مشاعر صادقة بلا مداهنة! العظة الثالثة التردد على المسارح المنحلّة دعوة للاقتراب من داود النبي 15. بمحبة داود للأعداء فرَّح قلوب البشر وأبهج السمائيين 16. بمحبة داود للأعداء سما إلى مَرْتَبةِ الشهداء 17. الصوت اللطيف هزَّ كيان المتكلم والسامع 18. الصوت اللطيف فجَّر دموعًا من قلب شاول الصخري 19. باللطف غلب داود وحشية العدو العدو يشهد للطف داود لماذا عدَّد داود إحساناته لشاول؟ شاول يدرك مكافأة الله لداود! الملك يستجدي داود ليحرس نسله! من وحي "داود وشاول": رحلة مُمْتِعة في رفقة داود النبي من أقوال الآباء عن داود كرمزٍ للسيد المسيح 1. داود يفتقد إخوته والسيد المسيح يفتقد البشرية 2. انتهار إخوته له في الميدان 3. داود قاتل الأسود والدببة 4. داود يقتل جليات والسيد المسيح يقتل الشيطان وينزع سلطان الخطية 5. شاول يصوّب رمحه على داود 6. نزول داود من الكوّة ارتبطت هذه العظات بما تُدعَى عظات التماثيل، وغالبًا ما ألقاها على الشعب بعدها مباشرة. في عام 387م شرعت الحكومة المركزية للإمبراطورية الرومانية الشرقية أن تتهيَّأ للاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الإمبراطور ثيؤدوسيوس، وخمس سنوات على اشتراك ابنه الشاب أركاديوس معه في السلطة. ولما كانت مثل هذه الاحتفالات تحتاج إلى بعض المال، صدر أمر إمبراطوري بفرض ضريبة جديدة إضافية، يبدو أنه كان مُغالى فيها، الأمر الذي استاءت منه كل المملكة، لكن لم يستطع أحد أن يعترض. أما في أنطاكية، فقد حدث أثناء قراءة القرار في الميدان، أن عبَّر بعض الحاضرين عن شعورهم بالاستياء، لكن الوالي أَبَى أن يصدر أمره للجنود بالهجوم على شعب أعزل. وسط جموع شعبية تضم من كل صنفٍ، سرعان ما سرت هذه الصرخات لتُثِيرَ هياجًا فثورة. في لمح البصر، دون أي تفكير وبغير أي ضابطٍ، انطلق البعض يُحَطِّم تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة وابنهما، ورموها في الأوحال والقاذورات. تم هذا كله في لحظات مملوءة ثورة حماسية، تبعها هدوء، حيث أفاقوا من سُكْرِهم، وأحسُّوا ببشاعة جريمتهم، وباتوا خائفين يتوقعون مصيرهم ومصير مدينتهم من عقابٍ شديدٍ. فقد ارتبكت المدينة بأسرها، كبيرها مع صغيرها، ولم يَعْرِفْ أحد ماذا يكون العمل. بلغ إلى الإمبراطور ما حدث، فأرسل قائديْن من عنده هما الليبكوس Allebichus وقيصاريوس، اللذين وصلا أنطاكية، وأعلنا سقوط امتيازات المدينة، ونقل العاصمة إلى اللاذقية، كما أغلقا الأندية والمسارح، وألقيا القبض على بعض وُجهاء المدينة الذين حامت الشبهات حوْلَهم، فصودرت ممتلكاتهم، وطُرِدَتْ نساؤهم من بيوتهن. كما أعلن القائدان إصدار الأمر بحرق المدينة وقتل كل شعبها لولا تَدَخُّل بعض النساك والرهبان، ومن بينهم الناسك مقدونيوس. فقد نزلوا من الجبال والأديرة والتقوا بالقائديْن، وطلبوا منهما الانتظار حتى يمكن تقديم شفاعة لدى الإمبراطور. يرى Baur أن القدِّيس يوحنا سيم كاهنًا في 26 فبراير سنة 386م[2]، أي في السنة السابقة لهذا الحدث. من واقع أُبوَّة الكاهن يوحنا الذهبي الفم الذي يؤمن أن الكاهن أب العالم كله للمؤمنين وغير المؤمنين، حثَّ الأب بطريرك أنطاكية فلافيان الشيخ أن يذهب إلى القسطنطينية، ويطلب العفو عن الجميع. ومن جانب آخر خاف القدِّيس أن يحمل المؤمنون كراهية للإمبراطور، فيسقطون في الإدانة، ويهاجمونه بكلمات غير لائقة في غيابه! وجد الأب الأسقف فلافيان Flavian (فلابيانوس) نفسه مُلتزِمًا أن يتدخَّل لدى الإمبراطور، يُهَدِّئ من غضبه تجاه المدينة، أما عظماء الوثنيين ووجهائهم، فقد خافوا على أنفسهم، ولم يجسروا أن يفعلوا شيئًا، الأمر الذي أساء إلى نفوس الوثنيين. أسرع الأب البطريرك إلى القسطنطينية، رغم كبر سنه وإرهاقه بالصوم إذ كان وقت الأربعين المقدسة، وكان الرهبان والنساك يتضرعون لدى القائديْن بأنطاكية، كما كان الناس مذعورين، يسمعون من يومٍ إلى يومٍ إشاعات مُتعارِضة، تارة يتوقعون العفو، وأخرى يُهَدِّدهم الموت. فهرعوا إلى الكنيسة ليقتنصهم الكاهن يوحنا بعظاته، فينثر من دُرَرِ قلبه وفَمِه أحاديث فيَّاضة تُنعِش قلوبهم المُنكَسِرة وتُشَدِّد عزائمهم الواهية، تدفعهم إلى التوبة والرجوع إلى الله، ليس خوفًا من موت الجسد أو خسارة ممتلكات أرضية، وإنما شوقًا إلى نور الأبدية خلال مراحم الله غير المتناهية. ألقى الكاهن في بداية خدمته الوعظية سلسلة من العظات الخالدة (21 عظة)، التي وَجَّهت أنظار أنطاكية، بل وخارج أنطاكية إليه. فقد استطاع أن يبعث من الظروف العصيبة فرصة للكرازة والتبشير، وعوض الخوف الذي ملأ قلوب الأنطاكيين، اهتدى كثير من الوثنيين إلى المسيحية، وتذوق كثير من المسيحيين محبة الله وسلامه بالتوبة الصادقة، فتحوَّلت الكارثة إلى بركة لكثيرين. في ذلك الوقت كان البطريرك أو أسقف أنطاكية قد بلغ القسطنطينية، فأسرع إلى البلاط الملكي رغم شدة تعبه، والتقى الإمبراطور، ليقول له: [إني لستُ رسولاً لشعب أنطاكية، بل أيضًا سفير الله. جئتُ إليك باسمه أُنبِئك: إن غفرتَ للناس سيئاتهم وهفواتهم، يغفر لك أبوك السماوي سيئاتك وزلاتك... اذكرْ ذلك اليوم الرهيب، حين نلتزم جميعًا بتقديم حساب عن أعمالنا... يَمْثُل كل السفراء بين يديك ببهاء الذهب وكثرة الهدايا ووفرة المال، أما أنا فلا أُقَدِّم لك غير شريعة يسوع المسيح المُقَدَّسة، والمثال الذي أعطانا إياه على الصليب لكي نستحق غفران خطايانا...] امتلأ قلب الإمبراطور من مخافة الله عند سماعه هذا الخطاب فقال: "إن كان ربُّنا وسيدنا يسوع المسيح قد صار لأجلنا عبدًا، وسَلَّمَ ذاته للصليب، وإن كان قد سأل أباه المغفرة لصالبيه، فكيف أتجاسر مُتَرَدِّدًا في المغفرة لأعدائي؟" بهذا عاد الأب البطريرك يحمل بشائر العفو، فخرجت الجماهير تستقبله بفرحٍ وتهليلٍ. واحتفل مع شعبه بعيد الفصح المجيد. بدأ الأب يوحنا يُرَدِّد آيات الشكر والتسبيح، لأن شعب أنطاكية كان ميتًا فعاش وكان ضالاً فوُجِدَ[4]، مُسَجِّلاً لنا ذلك في عظته الحادية والعشرين حيث لا ينسى أن يبرز الأسقف فلافيان كبطلٍ مسيحيٍ احتمل المشقات والأتعاب من أجل راحة أولاده. لكن نُسِبَتْ الأحداث بالأكثر ليوحنا، وبقي أمر واحد شدَّ أنظار الشعب بل والعالم المسيحي في ذلك الوقت، وهو شخصية الكاهن يوحنا التي أُعجِبَ بها المسيحيون والوثنيون خلال عظاته التي سُمِّيَت: "عظات التماثيل". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دعاء للقديس يوحنا الذهبي الفم |
عظة عن الصلاة للقديس يوحنا الذهبي الفم |
صلاة للقديس يوحنا الذهبي الفم |
الصلاة للقديس يوحنا الذهبي الفم |
أقوال للقديس يوحنا الذهبي الفم عن الصلاة |