![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() فَدَفَعَهُ الرَّبُّ إِلَهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أرام، فَضَرَبُوهُ، وَسَبُوا مِنْهُ سَبْيًا عَظِيمًا، وَأَتُوا بِهِمْ إِلَى دِمَشْقَ. وَدُفِعَ أَيْضًا لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. [5] إذ أعطى القفا لله الحيّ، ولجأ إلى الآلهة المُزَيَّفة لتحميه، سقط تحت أيدي أعدائه. أَدَّبه الله تارة بواسطة ملك أرام الذي أهانه وقهره وضربه في ساحة الحرب، وسبى الكثيرين من بني يهوذا، وأتى بالملك إلى دمشق، وتارة على يد ملك إسرائيل الذي ضربه ضربة عظيمة. ما حدث مع آحاز وقادته وشعبه، إنما هو قصة متكررة منذ سقوط أبوينا الأولين إلى يومنا هذا، وتبقى إلى نهاية الدهور. فإن الشرَّ مع ما يحمله من لذَّة، يشبه العسل المملوء سمًا، يدفع الإنسان كما الأمة أو الدولة إلى الدمار. يحمل الشر الفشل والمَذَلَّة والدمار والفساد في داخله. وليس من طريق للبرِّ والنجاح والنصرة بدون نعمة الله التي تُقِيمنا كما من الموت. يُقَدِّم لنا كثير من الآباء أمثلة عملية عبر التاريخ عن خطورة الشر وترك الرب، نذكر هنا ما كتبه العلامة أوريجينوس كمثال يلزمنا أن نحذر منه. ففي تعليقه على الآية "وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان" (قض 6: 1) قال: v طالما كانت الخطية في سكونٍ، تكون الأرض في سلام (قارن قض 5: 31). لكن مكتوب أن الأرض نهضت، أي نهض سكانها عندما بدأت الخطية تقوم، وتعكرت بعمق نفوس البشر. من أجل هذا كُتِبَ: "واستراحت الأرض أربعين سنة" (قض 5: 31). "وعمل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين. فاعتزَّتْ يد مديان على إسرائيل" (قض 6: 1-2). طالما وُجِدَ البرُّ في الأرض، أي في الساكنين على الأرض، يُقال: ""كانت الأرض في سلام" (قارن حز 4: 1-3). لكن عندما يزداد الظلم، و"يعملون الشر في عيني الرب"، يُقَال: "فدفعهم الرب ليد مديان سبع سنين". لم يُذكَر أن أيدي المديانيين اعتزَّت على شعب الرب عندما كان الشعب يحفظ وصايا الرب. لكن عندما بدأوا في إهمال الوصايا الإلهية، قويت أيدي الأعداء، وصارت أكثر فاعلية ضدهم. حقًا، تشتد قوة الأعداء الجسديين ضد الشعب عند ارتكاب الشعب الخطية. كذلك ضدنا نحن أيضًا المدعوين إسرائيل بالمعنى الروحي، فبدون شك يقوى الأعداء الروحيين، عندما نهمل وصايا الله. عندما نقاوم وصايا المسيح، تقوى أيدي الشياطين ضدنا، ونُدفَع ليد أعدائنا عندما نفصل أنفسنا عن النعمة. v لكن دعونا نرى ما حدث لهؤلاء الذين دُفِعوا بسبب خطاياهم. مكتوب: "بسبب المديانيين عمل بنو إسرائيل لأنفسهم الكهوف التي في الجبال والمغاير والحصون. وإذا زرع إسرائيل، كان يصعد المديانيون والعمالقة وبنو المشرق عليهم، وينزلون عليهم ويُتلِفون غلة الأرض إلى مجيئك إلى غزة" (قض 6: 2-4). في الحقيقة تألم "إسرائيل حسب الجسد" (راجع 2 كو 10: 18) بمثل هذه الأمور. لقد زرع الأرض، وبسبب خطاياه سُلِّم لأيدي الأعداء الذين كانوا ينمون في القوة. ومن ثمار الأرض، "حصد فسادًا" (غل 6: 8). أما بالنسبة لنا نحن الذين دُعينا إسرائيل حسب الروح، دعونا نتأمل فيما يمكن أن يحدث. قد نزرع، ولا يمكن للأعداء تدمير البذور التي نغرسها، أو تدبير المكيدة لغرس الأرض وفي ظرف آخر قد يُدَمَّر ما نزرعه. يُعَلِّمنا بولس الرسول عن هذا الاختلاف في الزرع. اسمعوا ما يقوله: "من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية" (غل 6: 8). لهذا فالذين يزرعون للجسد يأتي المديانيون ويُدَمِّرون ما يزرعون، هؤلاء الذين تُدمَّر ثمارهم وتبيد. أما البذور التي تُزرَع للروح، فلا يستطيع المديانيون تدميرها. لأن قوات العدو لا تقدر أن تقوم على الحقول الروحية، ولا أن تنتهك قدسية حقول الروح المُفلِّحة التي لهؤلاء الذين لا يزرعون على الأشواك، بل يحرثون لأنفسهم حرثًا" (راجع إر 4: 3؛ هو 10: 12؛ مت 13: 22). العلامة أوريجينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أفضل البذور التي يمكن زراعتها بالمنزل |
أحكم على البذور التي تزرعها |
تطور الأشجار عاريات البذور وكاسيات البذور |
بل بعدد البذور التي تزرعها |
ولكن من خلال البذور التي زرعتها |