منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 05:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,293,420

الأثاث المعدني والأواني المقدسة

ورد أثاث الهيكل في (1 مل 7: 13-51). كان لهذا الأثاث أهميته في هيكل الرب، وفي نفس الوقت يحمل رموزًا تَمِسُّ حياة المؤمن في العهد الجديد. بدون هذا الأثاث الذي عيَّنه الرب لم يكن ممكنًا للكهنة أن يمارسوا خدمتهم التي تُسر الرب.





ربما نتساءل: ماذا ننتفع من دراستنا للهيكل المقدس والأثاث المعدني والأواني المقدسة؟
يُقَدِّم لنا العلامة أوريجينوس الإجابة على هذا السؤال في حديثه عن خيمة الاجتماع وأثاثاتها، وهو ينطبق أيضًا على الهيكل.
v يستطيع كل منا بناء خيمة اجتماع لله داخل نفسه. وكما ذكر الأولون أن خيمة الاجتماع تُمَثِّل العالم كله، وكل فردٍ فيها يستطيع أن يحمل صورة العالم، فلماذا إذًا لا يُكَمِّل كل منا صورة خيمة الاجتماع في داخله؟!
لا بد من تأسيس أعمدة الفضيلة في داخله؛ تشير الأعمدة الفضية إلى طول الأناة والتعقل. فأحيانًا يبدو الشخص صبورًا ولكن بدون تعقلٍ، مثل هذا الشخص عنده أعمدة، ولكن ليست فضية، الإنسان الذي يتألم بسبب كلمة الله، ويكرز بها بشجاعة، هو شخص يتحلَّى بالأعمدة الفضية ويحتمي فيها...
يمكن أيضًا أن توسّع القصور داخلك عندما يتَّسع القلب حسب الكلمة التي أوصى بها الرسول أهل كورنثوس، قائلاً: "كونوا أنتم أيضًا مُتَّسعين" (2 كو 13:6).
ويستطيع الإنسان أيضًا أن يُحَصِّنَ نفسه بعوارض، حينما يرتبط بوحدة المحبة.
ويمكنه أن يقف على الأسس الفضية عندما يتأسس في ثبات كلمة الله النبوية والرسولية.
يمكنه أن يُزَيِّن رؤوس الأعمدة بتيجان، إذا كان تيجانه هي الإيمان بالمسيح، لأن "رأس كل رجل هو المسيح" (1 كو 3:11).
ويمكن للإنسان أن يُقِيمَ في نفسه عشرة دياراتي، وذلك حينما يتعمَّق لا في كلمة أو اثنتين أو ثلاث كلمات من الشريعة، ولكن يتمتَّع باتِّساع المعنى الروحي للوصايا العشر للناموس وعندما يُثمِر ثمر الروح: فرح، سلام، طول أناة، وداعة، لطف، تعفف، إيمان، صلاح، وبالأخص عندما تُضَاف المحبة فوق كل تلك الثمار. لتكن هذه النفس يقظة: لا تعطي نعاسًا لعينيها، ولا نومًا لأجفانها، ولا راحة لصدغها، حتى تجد مسكنًا لإله يعقوب (مز 4:131-5).
أقول، ليرسخ في تلك النفس مذبح دائم ثابت، تُقَدَّم عليه الصلوات للتمتُّع برحمة الله، يُقَدَّم أيضًا عليه الكبرياء وضحايا كعجل مُسَمَّن مذبوح بسكين الاعتدال، فيُذبَح بها الغضب ككبشٍ، وتُقَدَّم كل اللذات والشهوات كماعزٍ وجداءٍ.
ليعرف كيف يحفظ من الذبيحة للكهنة الذراع اليمنى والصدر والفك إشارة إلى الأعمال الصالحة، والأعمال اليمينية (أي لا يحتفظ بأي نوعٍ من الشر)، والصدر الذي يرمز إلى القلب المستقيم والفكر المُكرَّس لله، أما الفك فيُمَثِّل كلمة الله المنطوقة.
ليُدرِك الإنسان وجوب وضع المنارة في مقدسه الداخلي، وينير سرجها دائمًا، ويمنطق نفسه، فيكون هو نفسه كالعبد الأمين الذي ينتظر رجوع سيده من العرس (لو 35:12-36). يقول الرب عن تلك السُرج: "سراج الجسد هو العين" (مت 6: 22).
ليضع المنارة ناحية الجنوب لكي تتطلَّع نحو الشمال، لأنه حينما تنير السرج، أي يلتهب القلب الداخلي يترقَّب ناظرًا جهة الشمال على الدوام، يترقَّب ذاك الذي "هو من الشمال" حيث شهد "قدرًا منفوخة ووجهها من جهة الشمال"، لأن الشر يلتهب من الشمال" (إر 13:1-14). فليكن الإنسان إذًا يقظًا على الدوام مترقبًا خداع عدوه وعلى استعدادٍ دائمٍ لمواجهة حروبه حتى إذا ما بدأ هجومًا وزحف نحوه يصده. يقول بطرس الرسول أيضًا: "إبليس خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمسًا من يبتلعه هو" (1 بط 8:5).
ليضع المائدة وعليها اثنتا عشرة خبزة جهة الشمال ومتجهة نحو الجنوب. يشير الخبز إلى الكلمة الرسولية في العدد والقوة. وباستمرارية استخدامها كما أمر الرب موسى أن يوضع الخبز دائمًا أمام الرب، ويتجه الإنسان نحو الجنوب مُترقِّبًا قدوم الرب، "لأن الرب سيأتي من تيمان"، كما هو مكتوب لأنها في الجنوب.
ليضع مذبح البخور في أعماق قلبه، ليقول مع الرسول: "نحن رائحة المسيح الذكية" (2 كو 2: 15).
ليكن لكل إنسانٍ تابوت عهد يحتفظ فيه بلوحي الشريعة حتى "يلهج في ناموس الله نهارًا وليلاً" (مز 2:1)، وليصبح فكره كتابوت العهد ومكتبة تضم كتب الله، لأن الأنبياء طوّبوا الذين يحفظون وصاياه" في ذاكرتهم (مز 105 (106):3).
ليحفظ الإنسان أيضًا في داخل قلبه قسط المن إشارة إلى جمال وعذوبة فهم كلمة الله، وليحفظ أيضًا عصا هرون إشارة إلى التعليم الكهنوتي وقد أزهرت بتأديب مستقيم (العصا للتأديب والتهذيب).
بالإضافة إلى كل تلك الأمور السماوية فليرتدِ ملابس رئيس الكهنة. هذا هو أثمن عمل يمكن أن يقوم به الإنسان، إذ يقوم بدور رئيس الكهنة. يرى البعض أن تلك المهمة هي مراقبة القلب، ويرى آخرون أنها الفهم العقلي أو المادة الفكرية. ولكن مهما أطلقوا عليها من أسماء، فهي تبقى تعني الجزء (من النفس) الذي له القدرة على الميل الأساسي نحو الله. فلنُزَيِّن إذًا هذا الجزء الذي فينا بالثياب والجواهر الثمينة وبجبّة كهنوتية طويلة. هذه الجبة تكسو القدمين، وتُغَطِّي الجسم كله، وهذا إشارة إلى أن يكتسي الإنسان كله بثوب العفة. ويرتدي أيضًا الرداء الخارجي المُزَيَّن بالجواهر إشارة إلى الأعمال الحسنة: "فيروا أعمالكم الحسنة، ويُمَجِّدوا أباكم الذي في السماوات" (مت 5: 16)...
ليكن لرئيس الكهنة أغطية على أعضائه الداخلية، فتُغَطِّي أجزاء جسمه الخاصة، فيكون "مقدّسًا جسدًا وروحًا" (1 كو34:7)، طاهرًا في فكره وأعماله.
ليضع جلاجل (أجراسًا) على أذيال جبّة الرداء، وكما يقول الكتاب إنه عندما يدخل المقدس يعطي صوتًا ولا يدخل في سكونٍ (خر 35:28). هذه الأجراس التي تعطي صوتًا على الدوام تُوضَع في هدب الثوب. أظن أن الغرض من هذا في رأيي هو ألا تصمت عن ذكر الأيام الأخيرة ونهاية العالم، بل دائمًا تضرب الأجراس وتحاور وتتحدَّث، متفقةً مع ذاك الذي قال: "أذكر أواخر أيامك فلا تخطئ" (سيراخ 40:7)، بهذه الطريقة يَتَزيَّن إنساننا الداخلي ليصير رئيس كهنة لله، مستحقًا لا للدخول إلى القدس فقط، بل أيضًا إلى قدس الأقداس، ويقترب من عرش الرحمة حيث الشاروبيم، فيتراءى له الله.
والقدس إشارة إلى الحياة المقدسة في العالم الحاضر، أما قدس الأقداس الذي يدخله (رئيس الكهنة) مرة واحدة في السنة رمزًا للعبور إلى السماويات حيث عرش الرحمة، ويُوجَد الجالس على الشاروبيم، حيث يُعلِن الله ذاته في القلب النقي، إذ يقول الرب: "لأن ها ملكوت الله داخلكم" (لو 21:17)".
العلامة أوريجينوس
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إن حالة قلب المُعطي تحت بصَر عيني الرب
يبني بيته بدون أيادٍ بشرية، هذا البيت الذي بناه الرب
إذ (الله) عادل لم يكن ممكنًا أن يهيج عليه بدون سبب
حزقيال النبي |حدد الرب مواضع للكهنة
بموت موسى حيث بدون موته لم يكن ممكنًا العبور


الساعة الآن 09:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025