اسمعوا يا إخوتي الأحبَّاءَ، أمَّا اختَارَ اللهُ فقراءَ العالمِ أغنياءَ في الإيمانِ، وورثةَ المَلكوتِ الذي وَعَدَ بِهِ الذينَ يُحِبُّونَهُ؟ وأمَّا أنتُم فاحتقرتُم المسكينَ. أليسَ الأغنياءُ يَتسَلَّطونَ عَلَيكُم وَهُم يسوقونَكُم إلى المَحَاكِم؟ أمَّا هُم يُجَدِّفونَ على الاسم الصالح الذي دُعِيَ بِهِ عَلَيكم؟ فإن كنتُم تُكَمِّلونَ النَّاموسَ المُلوكِيَّ حَسبَ الكتاب: " تُحِبُّ قَرِيبَكَ كنَفسكَ ". فَحسناً تَفعَلونَ. ولكِن إن كُنتُم تُحابونَ، تفعلونَ خَطِيئةً، مُوَبَّخِينَ مِنَ النَّاموس كمُتعَدِّينَ. لأنَّ مَن حَفِظَ كُلَّ النَّاموسِ، وإنَّما عَثَرَ في واحدةٍ، فقد صَارَ مُجرِماً في الكُلِّ. لأنَّ الذي قال: " لا تَزنِ " قال أيضاً: " لا تقتل ". فإن لَم تَزنِ ولكن قَتلتَ فقد صِرتَ مُخالِفاً للنَّاموسِ. هكذا تَكَلَّموا وهكذا افعَلُوا كمحكومٍ عليكم بِنَاموسِ الحُرِّيَّةِ. لأنَّ الحُكمَ هو بلا رَحمةٍ لِمَن لم يَعمَل رَحمَةً، لأنَّ الرَّحمة تَفتَخِر على الحُكمِ.
( لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم، لأن العالم يزول وشهوته معه،
وأمَّا من يعمل بمشيئة اللـه فإنه يبقى إلى الأبد. )