رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حماقة السعي وراء المجد الباطل: 13 وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيْخٍ جَاهِل، الَّذِي لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُحَذَّرَ بَعْدُ. 14 لأَنَّهُ مِنَ السِّجْنِ خَرَجَ إِلَى الْمُلْكِ، وَالْمَوْلُودُ مَلِكًا قَدْ يَفْتَقِرُ. 15 رَأَيْتُ كُلَّ الأَحْيَاءِ السَّائِرِينَ تَحْتَ الشَّمْسِ مَعَ الْوَلَدِ الثَّانِي الَّذِي يَقُومُ عِوَضًا عَنْهُ. 16 لاَ نِهَايَةَ لِكُلِّ الشَّعْبِ، لِكُلِّ الَّذِينَ كَانَ أَمَامَهُمْ. أَيْضًا الْمُتَأَخِّرُونَ لاَ يَفْرَحُونَ بِهِ. فَهذَا أَيْضًا بَاطِلٌ وَقَبْضُ الرِّيحِ. إذ قدم الجامعة شهادة الجامعة عن بطلان العالم حيث يسود الظلم البشرية ويحتل موضع العدل، وبسببه في حماقة يسعى البعض إلى الراحة على حساب الآخرين، وقد التهبت قلوبهم حسدًا وغيرة، كما تقوقع البعض حول الأنا في أنانية عوض العمل المشترك team work بروح المشاركة والحب، فإن كثيرين أيضًا يفسدون تعبهم بالبحث عن المجد الباطل والكرامة الزمنية مهما يكن الثمن، غير أن هذه الكرامة تعتمد على تقلبات الناس ومن ثم تكون بلا أمان... قد يخرج سجينًا إلى العرش وينحدر ملكًا إلى السجن. عظمة الإنسان الحقيقية ليست في كثرة الأيام ولا في مركزه أو إمكانياته، وإنما في الحكمة الساكنة فيه: "ولدٌ فقير وحكيم خير من ملك شيخ جاهل، الذي لا يعرف أن يُحذَّر بعد" [13]... إنه ملك كثير الأيام وله كل الإمكانيات لكن بافتقاره إلى الحكمة يفتقر إلى حياة الحذر. يؤكد عدم دوام الحال، فقد يخرج إنسان من السجن إلى العرش -مثل يوسف- وقد يُطرد الملك من عرشه [14]. يقتني الأول حب البشر بينما يبُغض الثاني. ربما قصد بالخارج من السجن نفسه، فقد وُلد من أحشاء أمه عريانًا كمن في سجن ليجد نفسه يحتل العرش بغير جهاد أو مهارة أو إمكانيات خاصة به أو أي امتياز شخصي خاص به. يُشير الخارج من السجن إلى المُلك إلى رجال العهد الجديد الذي يتحررون من سجن حرفية الناموس، والملك المخلوع هم اليهود الذين بين أيديهم الشريعة والنبوات والمواعيد الإلهية لكنهم جحدوا الإيمان بالمخلص.بالحرفية فقد قادة اليهود المُلك، وبالإيمان صار المؤمنون ملوكًا وكهنة (رؤ 1: 6) في حياة المعمودية. إذ يفقد القائد اليهودي الحرفي في العبادة مُلكه الروحي يتركه الشعب الملتفّ حوله ليتمتع بعمل الإيمان بالمسيح واهب المُلك، وأيضًا لا يفرح به المؤمنون الحقيقيون [16]. يرى العلامة أوريجانوس أن الخارج من السجن إلى المُلك هو الشهيد الذي ينطلق إلى ملك الملوك لينعم بعرش دائم لا يُنزع منه، إذ يقول: ["من السجن خرج إلى المُلك". هكذا اقتنعت أن أموت من أجل الحق، محتقرًا في الحال ما يُدعى موتًا. احضروا الوحوش الضارية، احضروا الصلبان، قدموا النيران، تعالوا بالمُعَذِّيين. إنني أعرف أنني إذ أموت أخرج من جسدي وأستريح مع المسيح]. هكذا إذ استخدم الجامعة شهادة المجتمع في العالم وما يحمله من ظلم بسبب أنانية بعض الأغنياء وأصحاب السلطة يدعو الكل إلى روح الحب والمشاركة بعيدًا عن طلب المجد الباطل. |
|