رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ثم عُدت ورأيت باطلًا تحت الشمس، يوجد واحد ولا ثاني له، وليس له ابن ولا أخ ولا نهاية لكل تعبه، ولا تشبع عينه من الغنى" [7-8]. يعطي مثلًا: إنسان منعزل في أنانية حتى عن إخوته وعن أبنائه، وكأنه بلا اخوة وبلا أبناء. إنه يجمع الكثير لكنه يحرم نفسه كما يحرم أقرب من له من الالتقاء في دائرة الحب، ولا يدري ما هي نهاية ما يجمعه! كم شعرت بمرارة وأنا في الولايات المتحدة إذ عرفت أن إنسانًا وابنه التجأ إلى المحاكم، كل يدَّعي ملكيته لمشروع اشتركا فيه وجلب عائدًا وفيرًا... محبة المال تحطم حتى الأبوة والبنوة! هل يمكن للمال أن يشبع قلب إنسان يعزل نفسه عن الجميع حتى عن ابنه؟! * من يُترك وحيدًا في عزلة قاسية، بلا أخ ولا ابن، لكنه يمتلك قنية واسعة الثراء يعيش في نهم جشع، ويرفض أن يبذل نفسه في أي عمل صالح! أخطر نكبات الإنسان الذي يملك ثروة باطلة (في طمع) هو افتقاده إلى صديق يعينه، ويُدخل السرور إلى قلبه. أما الذين يعيشون معًا فإنهم يضاعفون ما يقع في أيديهم من ثروة طيبة، وتقلل عشرتهم من ضغط عواصف الأحداث البغيضة. فإنهم في النهار يتميزون بثقتهم القوية في بعضهم البعض، وفي الليل يتَّسمون بالبشاشة والصبر. أما من يسلك حياة العزلة فيمتلئ فزعًا... القدِّيس غريغوريوس صانع العجائب إن كان الظلم يدفع الإنسان إلى العزلة فلا يطيق الشركة الحقَّة لسبب أو آخر، لهذا يحثنا الجامعة على ممارسة حياة الشركة والعمل الجماعة team work والصداقة العملية الفعّالة |
|