تربى هذا القديس في بلاد الفرس وتعلّم التنجيم، وكان يشتهي أن يصير مسيحيًا. اتفق أن وجد راهبًا فارسيًا في السوق اسمه أوغالس فعرف منه طريق الله وابتهج جدًا حتى أنه كان يعظ أهل بيته ويعلّمهم ما يسهِّل لهم طريق الإيمان، ثم اعتمد. رهبنته:
ترهّب وصار يعمل أعمالًا عظيمة، فحسده بعض الاخوة. فلما شعر بذلك مضي من عندهم وأتى إلى دير القديس سرجيوس، فأقام هناك عند رجل متوحد عشرة سنوات لم يأكل في أثنائها شيئا مطبوخًا. بساطته ونقاوته:
سيم شماسًا، وفيما هو يخدم مع القديس المتوحد في الهيكل رأى حمامة بيضاء حسنة المنظر جدًا أتت وحلّت فوق المذبح فظن أنها حمامة جسدانية. فكان يُشير إليها برأسه ويده ليطردها خوفًا منه على الكأس. وبعد انتهاء القداس سأله القس عن سبب انزعاجه وقت القداس فعرَّفه بما رآه، فقال له القس: "إذا رأيتها مرة أخرى فقل لي". ففي اليوم التالي صعد إلى المذبح للخدمة كالعادة وعند حلول الوقت الذي رأى فيه الحمامة قال للقس: "يا أبي هوذا الحمامة"، فالتفت الشيخ ولكنه لم ينظر شيئًا، فانطرح على وجهه أمام الرب ببكاء وصلاة ليلًا ونهارًا وظل على هذه الحال زمانًا حتى استحق أن يرى تلك الحمامة وعلم أنها رمز الروح القدس، فلم يقل للقديس دوماديوس شيئًا لئلا يدخله الكبرياء، ولكنه أعلم الأب الأسقف بأمره فرسمه قسًا. ذاع خبر قداسته حتى بلغ مسامع بطريرك ذلك المكان فأراد زيارته. ولما علم القديس بذلك هرب من هناك وأتى إلى كنيسة القديس قزمان حيث أقام بقربها يأكل نبات الأرض زمانًا. استشهاده:
أجرى الله على يديه عجائب كثيرة. ولما خرج الملك يوليانوس لمحاربة الفرس اجتاز بمغارة القديس فأعلموه بأمره، فأمر برجمه هو وتلميذه بالحجارة حتى صارت فوق المغارة كَتَلٍّ عظيمٍ. وبعد سنين أظهر الله جسده فبُنيت له كنيسة وقد أظهر الله عجائبه فيها.العيد يوم 25 ابيب.