يقول المرتل: "ما أحلى قولك لفمي، أحلى من العسل لفمي" (مز 119: 103). هكذا يجد المؤمن في كلمات السيد عذوبة خاصة وحلاوة، لأن هذه الكلمات هي روح وحياة. من يأكل منها يرجع إلى السيد جائعًا إليه، ومن يشرب منه يعطش بالأكثر إليه...
إذ ينصت الإنسان لكلمات الرب ينسحب قلبه في شوق أعظم نحو التعرف على هذه الأسرار الإلهية، ويبقى حياته كلها جالسًا عند قدمي الرب لا يُريد مفارقته، قائلًا مع المرتل: "لكل كمال وجدت حدًا أما وصاياك فواسعة جدًا" (مز 119).
سرّ حلاوة كلماته أنها تحمل قوة وسلطانًا، فلا يعطي مجرد وصايا أو نصائح وإرشادات أو تحذيرات، لكنه يعطي مع الكلمة قوة التنفيذ، فترتفع الوصية بالإنسان ليدخل إلى معرفة أسرار السموات، وتنطلق النفس من مجد إلى مجد، تحمل باستمرار سرّ قوة جديدة لا تنتهي.
أخيرًا، إذ تشعر العروس بعجز اللغة عن وصف عريسها تقول: "َكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ". هذا هو حبيبها الصديق الذي تطلبه وتسعى إليه... إنه مشبع لها، فيه تجد كل حبها وإليه كل اشتياقها!