![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() المسيح هو الكل في هذه الشريعة هناك شخصيات مختلفة لها أدوار متباينة، بينما في المرموز إليه تتلخص القصة كلها في المسيح وأنا. أنا الجاني، بل أنا القاتل، فلقد شاركنا جميعنا، بصورة أو بأخرى، في صلب المسيح. والمسيح هو الذي قُتل. قال الرسول بطرس لليهود الذين أتوا من كل أمة تحت السماء ليُعَيِّدوا عيد الخمسين: «بأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه» (أع ٢: ٢٣؛ ٣: ١٧)، مع أنه ربما الكثير منهم لم يكن في أورشليم يوم الصليب على الإطلاق. لكن كيف أمكن تطبيق القتل سهوًا في حق الذين بأيدي أثمة صلبوا المسيح وقتلوه؟ الإجابة نجدها في صلاة المسيح التي نطق بها من فوق الصليب، عندما قال للآب: «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لو ٢٣: ٣٤)، وهو بذلك فتح أمام التائبين مدينة الملجأ، إذ اعتبرهم قاتلين سهوًا (عب ٦: ١٨-٢٠). لكن المسيح هو أيضًا ولي الدم: فهو بعد أن مات، قام في اليوم الثالث، مقدِّمًا فرصة الخلاص لكل من يؤمن به، وفي الوقت نفسه، فإن من يحتقر صليبه وموته وقيامته فهو بنفسه سيجري نقمته الرهيبة عليه (انظر عبرانيين ١٠: ٢٨، ٢٩؛ إشعياء ٦٣: ١- ٤؛ رؤيا ١٩: ١١- ١٦). لقد ارتُكبت الجريمة ضد المسيح، وليس سواه من يحمي ويستر من تلك الجريمة البشعة. ومن لا يبادر ويحتمي فيه، فسيكون المسيح بنفسه هو الولي الذي يقتص من الآثمين غير التائبين. والمسيح – بالإضافة إلى كل ذلك – هو أيضًا الكاهن العظيم الذي بموته يمكن للقاتل سهوًا أن يرجع إلى أرضه وملكه، وهو ما أريد أن أتوقف عنده هنيهة. فهذا القاتل سهوًا، المقيم في مدينة الملجأ، رغم أنه كان يعيش في أمان، ويعيش معززًا في مدينة اللاويين، لكنه يحس بأنه غريب، ويحن إلى أن ينضم إلى عائلته، ويرجع إلى وطنه. لكن هذا غير ممكن إلى أن يموت الكاهن العظيم الذي يكون في تلك السنة. أليس هذا هو ما نحس به بالفعل في هذه الأيام؟ فمع أننا نسكن في ستر العلي، ونبيت في ظل القدير، لنا حمايته من الأضرار والأخطار، لكننا نشعر عميقًا بأننا محرومون من ديار الحبيب، ونَحِنُّ إلى أن يلتئم شمل العائلة. فمتى سيتم ذلك؟ أليس عند سماعنا صوت البوق، فيُقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير، ثم نخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب (١تس ٤: ١٣-١٨)؟ |
|