![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إله المراحم لقد فكر إله المراحم في شريعة يُنجي بها القاتل نفسًا سهوًا، وهو غير متعمد ولا راغب في قتله. فرتَّب شريعة مدن الملجأ ليهرب إليها القاتل سهوًا، فلا يدركه ولي الدم ويقتص منه. وكانت هذه الشريعة تشمل كلاً من الوطني والغريب. ولعل هذا يجاوب جزئيًا على تطاول البعض في اتهام إله العهد القديم بأنه إله متحيز لشعبه ضد الشعوب الأخرى، فهذه الشريعة تنطبق على بني إسرائيل، كما وعلى الغرباء والمستوطنين في وسطهم (عد ٣٥: ١٥). وإذا كان الله يهمه سلامة الإنسان وحياته على الأرض، مع أنها محدودة وقصيرة جدًا، بالمقابلة مع لانهائية الآخرة، (انظر أيوب ٨: ٩؛ مزمور ٣٩: ٥)، فكم بالحري يهتم الله بأبديتنا! من هنا ندرك لماذا رتب الله العظيم خلاصًا هذا مقداره للإنسان، ولماذا هو يـتأنى على الخطاة، وهو لا يشاء أن يهلك أناس، بل أن يُقْبِل الجميع إلى التوبة. لقد كانت مدن الملجأ هي مدن للاويين، واللاويون هم خدام الرب، وهم دارسوا الكلمة، والمنوط بهم تعليم الشعب الشريعة (تث ٣٣: ٨-١٠؛ ملا ٢: ٤-٨). وأعتقد أن الشخص الذي يهرب إلى واحدة من مدن الملجأ ما كان سيعيش أيامه عاطلاً بلا عمل، بل كان سيشارك اللاويين في خدمتهم، ويتعلم منهم كلمة الله. وبذلك فإن الله كعادته يُخرج من الشر خيرًا. وهكذا الآن، على كل مؤمن عُفي عنه من عقوبة الموت الأبدي التي يستحقها، أن يقضي بقية عمره في خدمة الرب الذي فداه، وأن ينمو في معرفته (تي ٢: ١١-١٤). |
|