![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الحاجة إلى زرع جديد 12 «اِزْرَعُوا لأَنْفُسِكُمْ بِالْبِرِّ. احْصُدُوا بِحَسَبِ الصَّلاَحِ. احْرُثُوا لأَنْفُسِكُمْ حَرْثًا، فَإِنَّهُ وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ. 13 قَدْ حَرَثْتُمُ النِّفَاقَ، حَصَدْتُمُ الإِثْمَ، أَكَلْتُمْ ثَمَرَ الْكَذِبِ. لأَنَّكَ وَثَقْتَ بِطَرِيقِكَ، بِكَثْرَةِ أَبْطَالِكَ. 14 يَقُومُ ضَجِيجٌ فِي شُعُوبِكَ، وَتُخْرَبُ جَمِيعُ حُصُونِكَ كَإِخْرَابِ شَلْمَانَ بَيْتَ أَرَبْئِيلَ فِي يَوْمِ الْحَرْبِ. اَلأُمُّ مَعَ الأَوْلاَدِ حُطِّمَتْ. 15 هكَذَا تَصْنَعُ بِكُمْ بَيْتُ إِيلَ مِنْ أَجْلِ رَدَاءَةِ شَرِّكُمْ. فِي الصُّبْحِ يَهْلِكُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ هَلاَكًا. إن كانت الكرمة قد صارت عقيمة بسبب فسادها الداخلي فالحاجة ملحة إلى زرع جديد يغرسه الرب نفسه واهبًا إيانا ثمر المعرفة والبرّ، إذ يقول: "ازرعوا لأنفسكم بالبرّ، اُحصدوا بحسب الصلاح، احرثوا لأنفسكم حرثًا، فإنه وقت لطلب الرب حتى يأتي ويعلمكم البرّ" [ع12]. وجاءت الترجمة السبعينية في أكثر وضوح: "ازرعوا لأنفسكم بالبرّ، اُحصدوا ثمر الحياة، استنيروا بنور المعرفة، اطلبوا الرب حتى يأتيكم بثمر البرّ". فإن كان السيد المسيح هو "برّنا"، فقد صار الوقت مناسبًا للزرع الجديد، حيث يسكن السيد المسيح فينا، كأنه يُغرس في داخلنا ليجدد طبيعتنا، فنحمل ثمرة الحياة، ويفتح عيوننا بروحه القدوس فتستنير بصيرتنا. وهكذا يؤكد "اطلبوا الرب حتى يأتيكم بثمر البرّ"، فإن ما نناله من برّ ليس من عندياتنا إنما هو عمل الرب فينا. لكن الله لا يعمل في الكسالى والمتراخين، لذا يقول: "ازرعوا... احصدوا... استنيروا... اطلبوا"، مؤكدًا دورنا الإيجابي لننال عمل الله فينا. ويعلق الأب نسطور على العبارة "استنيروا بنور المعرفة" قائلًا: [يلزمكم المثابرة بجهاد في القراءة، الأمر الذي أراكم تفعلونه، مع السعي بكل اشتياق لنوال المعرفة العملية الاختبارية أولًا، أيّ المعرفة السلوكية لأنه بدونها لا يمكن اقتناء النقاوة النظرية التي نتكلم عنها] لنطلب الرب نفسه الذي يأتي إلينا بثمر برّه، ولا نتكل على ذواتنا أو إمكانياتنا البشريّة، حتى لا نسمع كلمات التوبيخ: "قد حرثتم النفاق، حصدتم الإثم، أكلتم ثمر الكذب، لأنك وثقت بطريقك بكثرة أبطالك" [ع13]. فمن يتكل على طريقه الذاتي أو يعتمد على كثرة أبطاله إنما يحرث النفاق ويحصد الإثم ويأكل الكذب. لقد اتكل إسرائيل على مشورته الذاتيّة دون الرجوع إلى الله فسبب للشعب ضجيجًا واضطرابًا، وفقد حصونه وسقط نساؤه وأطفاله تحت قسوة شلمناصر ملك آشور. "يقوم ضجيج في شعوبك (فقدان السلام)، وتخرب جميع حصونك (فقدان الأمان) كإخراب شلمان (شلمناصر) بيت أربيئل في يوم الحرب، الأم مع الأولاد حُطمت" [ع14]. هكذا كل إنسان يتكل على ذاته تتحول حياته إلى ضجيج، ويفقد حصونه الروحيّة ويصير نهبًا لإبليس الذي يأسره كما أسر شلمناصر الكثيرين. يختم حديثه مهددًا: "هكذا تصنع بكم بيت إيل من أجل رداءة شركم، في الصبح يهلك ملك إسرائيل هلاكًا" [ع15]. كأنه يقول أن ما يحل بكم ليس من صنع ملك آشور، إنما هو من صنع بيت إيل التي صارت فخًا لكم تصطادكم للرجاسات الوثنية. لا تتكلوا على ملك إسرائيل فإنه يهلك في الصباح، أيّ ينهزم في بداية المعركة، يسقط ولا يقوم! |
|