منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 12 - 2024, 05:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,981

تحطيمهم لأنفسهم




تحطيمهم لأنفسهم

1 «إِلَى فَمِكَ بِالْبُوقِ! كَالنَّسْرِ عَلَى بَيْتِ الرَّبِّ. لأَنَّهُمْ قَدْ تَجَاوَزُوا عَهْدِي وَتَعَدَّوْا عَلَى شَرِيعَتِي. 2 إِلَيَّ يَصْرُخُونَ: يَا إِلهِي، نَعْرِفُكَ نَحْنُ إِسْرَائِيلَ. 3 «قَدْ كَرِهَ إِسْرَائِيلُ الصَّلاَحَ فَيَتْبَعُهُ الْعَدُوُّ. 4 هُمْ أَقَامُوا مُلُوكًا وَلَيْسَ مِنِّي. أَقَامُوا رُؤَسَاءَ وَأَنَا لَمْ أَعْرِفْ. صَنَعُوا لأَنْفُسِهِمْ مِنْ فِضَّتِهِمْ وَذَهَبِهِمْ أَصْنَامًا لِكَيْ يَنْقَرِضُوا. 5 قَدْ زَنِخَ عِجْلُكِ يَا سَامِرَةُ. حَمِيَ غَضَبِي عَلَيْهِمْ. إِلَى مَتَى لاَ يَسْتَطِيعُونَ النَّقَاوَةَ! 6 إِنَّهُ هُوَ أَيْضًا مِنْ إِسْرَائِيلَ. صَنَعَهُ الصَّانِعُ وَلَيْسَ هُوَ إِلهًا. إِنَّ عِجْلَ السَّامِرَةِ يَصِيرُ كِسَرًا.

ما يحل عليهم وإن كان بسماح من الله لكنهم هم الذين يحطمون أنفسهم بأنفسهم، هذا ما يعلنه لهم الرب موضحًا أسباب تأديبهم:
أولًا: يقول: "لأنهم قد تجاوزوا عهدي وتعدوا على شريعتي" [ع1]. كأنه يقول اخترتكم عروسًا لي وأقمت معكم عهد الزوجية، لكنكم خنتم العهد وكسرتموه. واخترتكم كأبناء وقدمتُ لكم شريعتي كوصية أبوية فعصيتم وصيتي واحتقرتم أبوتي.
ثانيًا: في الوقت الذي فيه خانوا العهد وعصوا الوصية غفلوا أنفسهم بمظهر العبادة الخارجي بلا روح، إذ يقول: "إليَّ يصرخون يا إلهي نعرفك نحن إسرائيل" [ع2]. يرفضونه بأعمالهم وقلوبهم ويطلبونه بشفاههم. يعطونه القفا في حياتهم اليومية، لكنهم إذ يجتمعون للعبادة يصرخون إليه قائلين: "يا إلهي نعرفك نحن إسرائيل"، وكأنهم يريدون أن يذكروه بأنهم الشعب المختار الذي لن يسمح له الله بأذية!
ثالثًا: خيانتهم للعهد الزوجي أو عصيانهم للوصية الأبوية لا يتم عن ضعف كأمر عارض، إنما ينبع عن قلب دنس وإرادة شريرة وعن كراهية داخلية للحياة المقدسة، إذ يقول: "قد كره إسرائيل الصلاح فيتبعه العدو" [ع3]. إذ كره إسرائيل الحياة المقدسة لذلك سلم الله بيته - أيّ شعبه - الذي كان يليق به أن يكون مقدسًا للرب لملك آشور الذي سَبَى مملكة الشمال، ولما كره يهوذا الرب سلم الله مملكة يهوذا بما احتوته من مدينة أورشليم وهيكله في يدي نبوخذ نصر. على أيّ الأحوال، إن كان الله قد عرفنا كشعبه الخاص، فإننا إذ نرفض معرفته عمليًا يسلمنا للتأديب، قائلًا لنا: "إياكم فقط عرفتُ من جميع قبائل الأرض، لذلك أعاقبكم على جميع ذنوبكم" (عا 3: 2).
رابعًا: يضيف إلى كراهيتهم للصلاح، الخطأ التالي: "هم أقاموا ملوكًا وليس مني، أقاموا رؤساء وأنا لم أعرف" [ع4]. في دراستنا للأصحاح السابع رأينا الملك يشير إلى الإرادة الإنسانية التي تملك على الإنسان كله وتسيطر عليه، والرؤساء يشيرون إلى طاقات الإنسان ومواهبه خاصة القيادية.
فإقامتهم للملوك من ذواتهم وليس من قبل الله يشير إلى سلوكهم حسب إرادتهم الذاتيّة، وتدبيرهم لأمور حياتهم دون الالتجاء إلى الله أو طلب مشورته؛ أما قوله: "أقاموا رؤساء وأنا لم أعرف" فتعني أن مواهبهم وطاقاتهم تعمل ليس لحساب مملكة الله، فصاروا غرباء عنه لا يعرفون الله ولا يستحقون معرفة الله لهم.
الله في محبته لنا يريدنا أن نرجع إليه في كل شيء، فلا نقيم في داخلنا ملوكًا أو رؤساء بدون مشورته، إنما نفعل كيفتاح الذي "تكلم بجميع كلامه أمام الرب في المصفاة" (قض 11: 11)، فلا يُقال عنا "لا ينظرون إلى قدوس إسرائيل" (إش 31: 1).
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [إنه مشتاق إلينا جدًا أن نحتمي دائمًا فيه، ومنه نطلب كل شيء، وبدونه لا نفعل شيئًا ولا ننطق بكلمة... فإن هذه هي عادة المحبين إذ يطلبون من محبوبيهم أن يرتبطوا بهم فلا يفعلون شيئًا ولا ينطقون بكلمة بدونهم.]
ما نقوله بخصوص الملوك والرؤساء في داخل النفس أيّ الإرادة الإنسانية والطاقات والمواهب نكرره بخصوص الكنيسة كجماعة المؤمنين، فإنه لا يليق إقامة أسقف أو كاهن دون مشورة الرب.
كتب القديس كبريانوس في إحدى رسائله عن الهراطقة: [يوجد بلا شك أساقفة أُقيموا ليس حسب إرادة الله، بل هم كمن خارج الكنيسة. هؤلاء أُقيموا على خلاف نظام الإنجيل وتقليده، كما قال الرب بالأنبياء: "ويل للبنين المتمردين يقول الرب حتى إنهم يجرون رأيًا وليس مني، ويقيمون عهدًا وليس بروحي ليزيدوا خطية على خطية" (إش 30: 1 الترجمة السبعينية)].
كما كتب في رسالة أخرى: [أحيانًا يُسام أساقفة غير مستحقين، هؤلاء يسامون لا حسب إرادة الله وإنما حسب التدبير البشري، فتتم السيامة بطريقة غير شرعية ولا تقوية، الأمر الذي يحزن الله كما أُعلن في هوشع النبي.]
يكمل الرب عتابه مع شعبه، قائلًا: "صنعوا لأنفسهم من فضتهم وذهبهم أصنامًا لكي ينقرضوا" [ع4]. لقد صنعوا تماثيل للآلهة الوثنية، فخسروا ما يملكونه من فضة وذهب ليقتنوا غضب الله وهلاكهم، وكأنهم يشترون بفضتهم وذهبهم ما يقرضهم ويفنيهم.
إن كانت الفضة تشير إلى كلمة الله المُصفاة سبع مرات، والذهب يشير إلى الحياة الروحيّة، فإنه كثيرًا ما يسيء البعض استخدام كلمة الله والحياة الروحيّة لتكون لهلاكهم عوض بنيانهم الروحي، كأن يقيمون كلمة الوعظ أو يمارسون الحياة النسكية لا بروح الاتضاع أمام الله، وإنما بروح الاعتداد بالذات لحساب كرامتهم الخاصة.
يقول أيضًا: "قد زنخ عجلكِ يا سامرة" [ع5]. إنه يشير إلى بداية الثورة ضد مملكة داود حين انشق يربعام عن المملكة وإذ خشى أن يرجع الشعب بقلبه إلى أورشليم فيقتلوه ويتبعوا رحبعام ملك يهوذا صنع عجلي ذهب (1 مل 12: 28)، أقام واحدًا في بيت إيل والآخر في دان، وقال للشعب: "كثير عليكم أن تصعدوا إلى أورشليم، هوذا آلهتك يا إسرائيل الذين أصعدوك من أرض مصر" (1 مل 12: 28) . ويبدو أن إقامة العجول في البداية لم يكن القصد بها التعبد للأوثان وإنما كانوا يظنون أن يهوه حالّ عليها، لكن تدريجيًا تحولت إلى عبادة وثنية. ويبدو أن العجل الذي في دان قد انتقل إلى السامرة حين صارت عاصمة لمملكة الشمال. على أيّ الأحوال إن كان الله قد سمح ليربعام أن يتمم مشورته ضد رحبعام بن سليمان كتأديب على خطايا سليمان، لكن يربعام يُدان على صنعه هذا، خاصة من أجل إقامته مقدسات خارج أورشليم صارت مراكز خطيرة لنشر العبادة الوثنية ورجاساتها.
لقد زنخ عجل السامرة أو سبح، إذ فقد بهاءه حتى في أعين عابديه، لأنه لم يستطيع أن ينقذ نفسه ولا خلصهم من يد ملك آشور. "إن عجل السامرة يصير كسرًا" [ع6]، أيّ يتحطم كإناء فخاري ترابي إلى كسر لا يمكن معالجتها. لقد أقاموا لأنفسهم إلهًا هو من عمل أيديهم فتحطم وحطمهم معه. إنها صورة مرة لكثيرين يقيمون لأنفسهم من ذهبهم عجلًا في سامرتهم، أيّ يقيمون ذواتهم آلهة في قلوبهم الفاسدة، هذه الذات وقد صارت إلهًا احتلت مركز الله الحيّ في أورشليم الداخلية، لذا تهوى وتتحطم من علو تشامخها.
لقد حمى غضب الله عليهم [ع5]، إذ أخذوا ذهبه الذي وهبهم إياه ليكون ذهبهم، وعوض أن يستخدموه لحساب مجد الله أقاموا به عجلًا في سامرتهم، بلا جمال، يتحطم إلى كسر بلا علاج... إنهم يرفضون الله القدوس ولا يطيقون النقاوة... "إلى متى لا يستطيعون النقاوة؟!" [ع5].
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تدميرهم لأنفسهم
إذ كان الجميع يطلبون ما هو لأنفسهم لا ما هو ليسوع المسيح
( 1مل 18: 23 ) فليعطونا ثورين، فيختاروا لأنفسهم ثورا
لقد أشعلوا لأنفسهم نار الغضب والشهوات الجسدية
خداع اليهود لأنفسهم


الساعة الآن 11:21 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025