رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوبة (16) تأملات في البشارة بحسب القديس لوقا الاصحاح الخامس عشر "وَكَانَ جَمِيعُ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ يَدْنُونَ مِنْهُ لِيَسْمَعُوهُ. فَتَذَمَّرَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَالْكَتَبَةُ قَائِلِينَ:«هذَا يَقْبَلُ خُطَاةً وَيَأْكُلُ مَعَهُمْ!». فَكَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ قِائِلاً: «أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ، وَأَضَاعَ وَاحِدًا مِنْهَا، أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحًا، وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: افْرَحُوا مَعِي، لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ!. أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ. «أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ. وَقَالَ:«إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ." لو1:15-11 لا يُمكن أن نتحدث عن التوبة و لا نتطرق لمثل الرب يسوع عن التوبة و المذكور جزء منه أعلاه. كثيراً ما فكرت في هذا المثل و تساءلت: لماذا يقول الكتاب أن الرب ”كَلَّمَهُمْ بِهذَا الْمَثَلِ" على الرغم من أنه يبدو أنه كلمهم بثلاثة أمثال؟ و إذا كانوا ثلاثة أمثال فلماذا الفرق الواضح بين الثلاثة أمثال؟ بإختصار تحيرت كثيراً إلى أن أضاء لي الرب مؤخراً تفسيراً لهذه التساؤلات. المذكور هنا هو مثلاً واحداً يُوضح قصة الله مع الإنسانية! فقبل مجئ الرب يسوع كان حال البشر ينقسم إلى حالتين: القسم الأول و هم الذين يعبدون الرب ظانين أنه إله غاضب و ينتظر أخطاء الإنسان لكي يُعاقبه و بالتالي شعروا بالتيه طوال الوقت و ظنوا أنه لا يوجد طريق للرجوع! هذا تماما هو إحساس الخراف! فالخروف هو من أغبى الحيوانات و ليس الحمار كما نظن. فالحمار إذا تُرك في مكان يستطيع أن يعود بنفسه و أما الخروف فإذا ترك الراعي لا يقدر أن يرجع و ينتهي أمره! و هذا هو الإحساس الذي كان عند شعب إسرائيل فيقول إشعياء "كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا" إش6:53. و هذا تماماً ما رآه الرب يسوع في البشرية حيث يقول الكتاب "وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا” مت36:9! هذا هو إنزعاج الخوف من الخطية عندما يظن الشخص أنه لا طريق للرجوع و أن الموت مصيره لا محالة إذا أخطأ! أما القسم الثاني الذين حتى لم يعبدوا إله حي بل صنعوا لأنفسهم آلهة و أصنام و بالتالي لم يشعروا أنهم ضالين، تماماً مثل الجماد و لذلك سماهم الرب يسوع "فضة" (الترجمة الأدق من الدرهم هي قطعة فضة). و عن هؤلاء يتكلم الكتاب "أَصْنَامُ الأُمَمِ فِضَّةٌ وَذَهَبٌ، عَمَلُ أَيْدِي النَّاسِ. لَهَا أَفْوَاهٌ وَلاَ تَتَكَلَّمُ. لَهَا أَعْيُنٌ وَلاَ تُبْصِرُ. لَهَا آذَانٌ وَلاَ تَسْمَعُ. كَذلِكَ لَيْسَ فِي أَفْوَاهِهَا نَفَسٌ! مِثْلَهَا يَكُونُ صَانِعُوهَا، وَكُلُّ مَنْ يَتَّكِلُ عَلَيْهَا." مز15:135-18. لقد أصبحوا جماداً مثل الآلهة التي عبدوها! و كما ترون ففي الحالتين لم يكن للبشرية رجاء في الخلاص و الحياة قبل مجئ المسيح! و لكن فجأة المشهد يتغير من خراف و فضة إلى أبناء! ما أعظم إلهنا! بمجئ الرب يسوع راعينا الصالح الذي "يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" يو11:10 "الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ." رو17:4 ترقى كل من قبلوه "فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ" يو12:1! هكذا أصبحنا أبناء بمحبته و ليس عبيد و الفرق شاسع لأن "الْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ" يو35:8.! هكذا دبت فينا الحياة و أصبح لنا طريق للرجوع و التوبة! هكذا بعد الرفض وضع الرب أمامنا " بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ" رؤ8:3! إن المثل الذي قاله الرب يسوع و نُطلق عليه مثل التوبة هو الطريقة التي روى بها الرب قصة حبه لنا و كيف أنه إشترى حياتنا بحياته و فتح لنا باب التوبة بمحبته! يحق لي إذاً أن أغني مع داود الذي أدرك كل هذا و أقول "لاَ أَمُوتُ بَلْ أَحْيَا وَأُحَدِّثُ بِأَعْمَالِ الرَّبِّ" مز17:118! أحبك يا رب يا حياتي! الصلاة: (صلاتي أن توحد الصلوات الآتية قلوبنا أمام الرب) صلاة عامة: نطلب يا رب سلاماً لأرض مصروسوريا و العالم كله. صلاة شخصية: أطلب يا رب أن تعطيني توبة فعالة. سَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. في 7:4 |
|