منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 12 - 2024, 05:34 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,663

يوجه الله الاتهام إلى بني إسرائيل ملقبًا إياهم أرضًا أو سكان الأرض




إعلان المحاكمة

1 اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: «إِنَّ لِلرَّبِّ مُحَاكَمَةً مَعَ سُكَّانِ الأَرْضِ، لأَنَّهُ لاَ أَمَانَةَ وَلاَ إِحْسَانَ وَلاَ مَعْرِفَةَ اللهِ فِي الأَرْضِ. 2 لَعْنٌ وَكَذِبٌ وَقَتْلٌ وَسِرْقَةٌ وَفِسْقٌ. يَعْتَنِفُونَ، وَدِمَاءٌ تَلْحَقُ دِمَاءً. 3 لِذلِكَ تَنُوحُ الأَرْضُ وَيَذْبُلُ كُلُّ مَنْ يَسْكُنُ فِيهَا مَعَ حَيَوَانِ الْبَرِّيَّةِ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، وَأَسْمَاكِ الْبَحْرِ أَيْضًا تَنْتَزِعُ.

يوجه الله الاتهام إلى بني إسرائيل ملقبًا إياهم أرضًا أو سكان الأرض، معلنًا مادة الالتهام، قائلًا:
"اسمعوا قول الرب يا بني إسرائيل، أن للرب محاكمة مع سكان الأرض، لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض، لعن وكذب وقتل وسرقة وفسق، يعتنفون ودماء تلحق دماء" [ع2].
إذ ارتبط بنو إسرائيل بحب الأرضيات صاروا أرضًا(30)، أما مادة الاتهام فهي هذه:



أولًا: من الجانب السلبي يقول: "لا أمانة (في الترجمة السبعينية "حق"، ولا إحسان ولا معرفة الله في الأرض". لقد دخل إسرائيل تحت المحاكمة بكون أرضًا فقدت اتحادها بالعريس السماوي، لأنها لا تحمل فيها الحق ولا الرحمة ولا المعرفة الله. بغير هذا الثالوث غير المنفصل في حياة الإنسان ينحدر إلى الطبيعة الأرضية الزائلة.
يبدأ بالأمانة أو الحق، وكما يقول السيد المسيح في صلاته الوداعية، "قدسهم في حقك، كلامك هو حق" (يو 17: 17). لقد رفضوا كلمة الله فرفضوا الحق، مع أنها ليست ببعيدة عنهم، "الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك أيّ كلمة الإيمان التي نكرز بها" (رو 10: 8). هذا الحق يلزم أن يكون ملتحمًا بالإحسان أو الرحمة، فلا تكون كلمة الله أو الإيمان بها مجرد كلمات محفوظة أو فكر عقلي بحت، وإنما يجب أن يمس حياتنا. وإذ يتحول الحق فينا إلى عمل تزداد "معرفة الله" فينا فتستنير بصيرتنا بالأكثر. هكذا يتفاعل الحق مع العمل والمعرفة بكونهم يمثلون جوانب متداخلة معًا تخص حياتنا في المسيح يسوع.

ثانيُا: إذ فقد إسرائيل هذا الثالوث: بالإيمان والعمل والمعرفة الروحيّة، أثمر فسادًا، "لعن وكذب وقتل وسرقة، يعتنفون (يستخدمون العنف) ودماء تلحق دماء".
هذه القائمة من الخطايا تعلن في بدايتها كسرهم للوصايا العشر (وصايا 3، 9، 6، 8، 7)، أي كسر العهد مع الله. أما قوله: "يعتنفون" فيعني استخدام أعمال العنف المضادة لروح الله الوديع. وربما تعني تعديهم حدودهم مع الله بعنف، أو في خطاياهم يتعدون العقل أو الضمير أو الناموس لا عن ضعف أو بغير إرادة، وإنما عن عمد وبعنف. وبقوله: "دماء تلحق دماء" ربما قصد دم زكريا بن يهوياداع الكاهن الذي رُجم في دار بيت الرب كأمر يوآش الملك (2 أي 24: 21) فاختلط دمه البريء بدم الذبائح التي كانوا يقدمونها بروح غير مستقيمة.

ثالثًا: يختم اتهامه لبني إسرائيل بقوله: "لذلك تنوح الأرض ويُذبل كل من يسكن فيها مع حيوان البرية وطيور السماء وأسماك البحر أيضًا تنزع" [ع3]. إذ يكسر إسرائيل عهد الله يتحول إلى أرض برية لا تعرف الفرح أو السلام بل النوح والاضطراب. ولا يكون فيها ثمر بل قحط وجفاف، ولا تجد حتى حيوانات البرية أو طيور السماء أو أسماك البحر فيها طعامًا بل يذبل الكل. ثمار كسر العهد هو خراب شامل يمس الأرض كلها بحيواناتها وطيورها وأسماكها.
يقول: "تنوح الأرض" فإن كانت الأرض تشير إلى الجسد الذي من أجله يرتكب الإنسان الشر ليمتعه بالملذات، فإن ثمر هذا الشر هو حرمان هذا الجسد من الراحة والفرح، ليبقى نائحًا! هذا هو ثمرة كسر العهد مع الله واهب السلام، أما الاتحاد معه فيعطي للإنسان في كليته سلامًا حقيقيًا.
وكما يقول: الأب يوحنا من كرونستادت: [إذ يحل المسيح في القلب بالإيمان، يسكن فيه السلام والفرح. فإنه ليس بدونه سبب يُقال عن الله أنه قدوس ويستريح في قديسيه].
كما يقول: [إنني أرى بعينيّ قلبي كيف أتنسم المسيح في قلبي عقليًا، كيف يدخل إليه فيهبه فجأة سلامًا وفرحًا. لا تتركني أسكن وحدي بدونك يا واهب الحياة، يا نسمتي، يا فرحي! فإنه يصعب عليّ أن أُترك بدونك.]
"ويذبل كل من يسكن فيها"، أيّ تذبل طاقات الإنسان وتتبدد مواهبه كالابن الأصغر الذي بدد أمواله في عيش مسرف، فيصير كميت بلا قيمة، أو جسدًا بلا حيوية. أما المؤمن الحقيقي فيسبح بحق، قائلًا: "تعهدت الأرض وجعلتها تفيض، تغنيها جدًا، سواقي الله ملآنة ماءً... تبارك غلتها، تقطر مراعي البرية وتتنطق الآكام بالبهجة، والأودية تتعطف برًا، تهتف وأيضًا تغني" (مز 65: 9، 13). كأنه يقول لله، وإن كنت أنا أرضًا جافة لكنك تتعهدني فتجعلها تفيض خيرًا مقدسًا كل مواهبك لي، تغنيها جدًا، وتملأ حياتي بمياه الروح القدس الذي يضرم كل الطاقات لحساب ملكوتك، وتبارك غلاتي الداخلية التي هي ثمرك فيّ، تجعل حياتي مثمرة ومملوءة فرحًا وبهجة فتنطق بالتسبيح والأغاني الروحيّة.
أما قوله: "مع حيوان البرية وطيور السماء وأسماك البحر أيضًا تنزع"، ففيه إشارة إلى فساد حياة الإنسان من كل جانب: الأرض حيث توجد الحيوانات، والجو حيث الطيور والمياه حيث الأسماك، فقد صار الخراب شاملًا حتى لا تقدر حيوانات البرية المعتادة على القفر والصحراء أن تعيش بسبب شدة الجفاف، ولا تجد طيور السماء ما تلتقطه، حتى الأسماك تهرب إلى شواطئ أخرى. هذا ومن جانب آخر لعله أراد أن يكشف في محاكمته عن خطورة الخطية فإنها تفسد الحياة، فيمتد الخراب إلى الخليقة غير العاقلة من حيوانات وطيور وأسماك، كما حدث في بداية الحياة البشريّة إذ لُعنت الأرض بسبب آدم وحواء، وصارت تنبت شوكًا وحسكًا. ومن ناحية أخرى أيضًا لعل حيوانات البرية تشير إلى الحياة الجسدية (الحيوانية)، وطيور السماء إلى الفكر الذي يليق به أن يحلق في السماويات، وأسماك البحر تشير إلى الجانب الإيماني(33)، وكأن الإنسان بتركه عريسه السماوي يحطم حياته من كل جوانبها، الجسد والفكر والروح، فيخسر كل ما لديه.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يطالب سكان الأرض أي كل البشر أن يخافوا الله
أيضًا أن الأرض هو المؤمن الذي كان أرضًا بسبب الخطية
قاد الله شعبه إسرائيل من مصر إلى كنعان، وأمرهم بمحاربة سكان تلك البلاد، وطردهم من بلادهم
كيف يُميّز الله شعب بني إسرائيل عن سائر شعوب الأرض؟..
البلتاجي يوجه رسالة من داخل قفص الاتهام


الساعة الآن 05:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025