![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() البركات السَّماوية التي صارت لنا بموت المسيح وقيامته، لكننا كثيرًا ما نحرم أنفسنا منها ومن التمتع بها، حينما نتهاون في حياة القداسة، ونتراخى في السهر على حالتنا. والجدير بالذكر أن الرسول بطرس يتحدث عن القداسة في أثناء حديثه عن الألم والاضطهاد والخوف. ففي الآيتين اللتين سبقتا هذه الآية قال: «فَمَنْ يُؤْذِيكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِالْخَيْرِ؟ وَلكِنْ وَإِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، فَطُوبَاكُمْ. وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلاَ تَخَافُوهُ وَلاَ تَضْطَرِبُوا». فالروح القدس قصد أن يؤكد لنا أن الظروف ليست هي العائق أمام القداسة، والاضطهاد ليس هو السبب في الفشل الذي نعانيه أمام القداسة العملية، ولا الخوف هو الذي يجعلنا نتراخى ونتهاون في طهارة ونقاوة قلوبنا، وأكبر دليل على ذلك أن يوسف لم تمنعه الظروف الصعبة من أن يعيش مُقدّسًا للرب، ودانيال لم يمنعه الاضطهاد من أن يحيا في قداسة حقيقية أمام إلهه، والتلاميذ في سفر الأعمال لم يمنعهم الخوف من أن يُقدّسوا الرب الإله في قلوبهم. الروح القدس هنا أراد أن يكشف لنا واحدة من أكثر خدع الشيطان الماكر الكذاب شيوعًا، وهي أن الظروف الصعبة والضيقات تقف عائقًا أمام قداستنا. الأمر الثاني الجدير بالملاحظة هنا هو أن الرسول بطرس يبدأ حديثه في هذا الأصحاح عن البيت المسيحي، وعن خضوع الزوجة لزوجها، وإكرام الزوج لزوجته، ثم يستطرد متحدثًا عن القداسة. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه لا تعارض بين القداسة والزواج، لأن البعض - ربما تأثرًا بفلسفات بشرية قاصرة أو أفكار شيطانية كاذبة - لديهم قناعة أن الزواج يجعلنا أقل قداسة من غير المتزوجين، وأن الزواج هو أحد أسباب الفشل وعدم النجاح في حياة القداسة! تأتي هذه الكلمات كأبلغ رد على هؤلاء الذين يعتقدون أن الزواج يُقلل من القداسة. |
|