ما هي الاعتبارات الاخلاقية المتعلقة بلاستماع إلى النميمة

[Mary Naeem]

ما هي الاعتبارات الاخلاقية المتعلقة بلاستماع إلى النميمة


إن الاعتبارات الاخالقية التي تحيط باالستماع إلى النميمة معقدة وتتطلب تفكيًرا دقيًقا. نحن كأتباع ليسوع، نحن مدعوون ألن نكون أناًسا يتمتعون بالنزاهة والمحبة والحق. لذلك، يجب أن نفحص قلوبنا وأفعالنا عندما نواجه إغراء االنخراط في النميمة أو االستماع إليها.
يجب أن ندرك أن الاستماع إلى النميمة ليس فعاًل سلبًيا. فمن خلال إعارة آذاننا للكالم الضار عن الاخرين، نصبح متواطئين في نشر معلومات قد تكون ضارة. وكما يحذرنا سفر الامثال "الْفَاعِلُ الشَّرَّ يَصْغَى إِلَى شَفَةِ الإِثْمِ، وَالْكَاذِبُ يَأْذَنُ لِلِسَانِ فَسَادٍ." (أم 17: 4)
نختار الاستماع إلى النميمة، فإننا نعطيها القوة والصالحية.
يجب أن نفكر أيًضا في تأثير أفعالنا على المجتمع األوسع. يمكن أن يؤدي االستماع إلى النميمة إلى تآكل الثقة وخلق جو من الشك واالنقسام داخل عائلة كنيستنا. إنه يتعارض مع الوحدة التي يدعونا المسيح للحفاظ عليها، كما هو مذكور في أفسس :4 ،3 "ابذلوا كل جهد للحفاظ على وحدة الروح برباط السالم".
هناك مسؤولية أخالقية لحماية كرامة وسمعة إخوتنا وأخواتنا في المسيح. عندما نستمع إلى النميمة، من المحتمل أن نشارك في الاضرار بشخصية شخص ما دون إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه أو تقديم جانبه من القصة. هذا ينتهك مبدأ العدالة والانصاف الذي يجب أن نتمسك به كمسيحيين.
من المهم أيًضا التفكير في الدافع وراء رغبتنا في االستماع إلى النميمة. في كثير من األحيان، ينبع هذا الدافع من الرغبة في الشعور بأننا مشمولون، أو اكتساب الشعور بالقوة أو التفوق، أو إرضاء فضولنا. لكن هذه الدوافع لا تتماشى مع المحبة والرحمة التي يجب أن تميز تفاعالتنا كأتباع للمسيح.
يجب أن نضع في اعتبارنا المعضلة الاخالقية التي تنشأ عندما يكون من المحتمل أن تمنع المعلومات التي يتم مشاركتها ضرًرا أو تعالج قلًقا حقيقًيا داخل المجتمع. في مثل هذه الحلات، نحتاج إلى ممارسة التمييز والحكمة. هل هناك قناة أكثر ملاءمة ينبغي مشاركة هذه المعلومات من خلالها؟ هل يمكننا تشجيع الشخص الذي يشارك المعلومات على معالجة المشكلة مباشرة مع األفراد المعنيين أو مع قيادة الكنيسة؟
هناك اعتبار أخالقي آخر هو تأثير االستماع إلى النميمة على نمونا الروحي. فاالنخراط في النميمة، حتى لو كنا مستمعين لها، يمكن أن يجعلنا غير حساسين لطبيعتها الضارة ويجعلنا أكثر عرضة للمشاركة فيها بأنفسنا. كما يذّكرنا القديس بولس في 1 كورنثوس "لاَ تَضِلُّوا: «فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ»" (1 كو 15: 33)
يجب علينا أيًضا أن نأخذ بعين الاعتبار مسؤوليتنا في توجيه الاخرين نحو أشكال أكثر بناءة من التواصل. عندما يقترب منا شخص ما بالنميمة، علينا التزام أخالقي بإعادة توجيه المحادثة بلطف أو التشجيع على طريقة أكثر مالءمة لمعالجة المخاوف. وهذا يتطلب شجاعة ولباقة، ولكنه جزء أساسي من شهادتنا المسيحية.
أخيًرا، يجب أن نفكر في المثال الذي نقدمه لآلخرين، خاصة ألولئك الذين قد يتطلعون إلينا للحصول على اإلرشاد. إن رغبتنا أو عدم رغبتنا في االستماع إلى النميمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على سلوك من حولنا، وخاصًة األعضاء األصغر سًنا في مجتمعنا.
في ضوء هذه الاعتبارات، أشجعكم على التحلي بروح التمييز عندما تواجهون مواقف قد تنطوي على النميمة. اسألوا أنفسكم: هل هذا الحديث يكرم هللا ويبني جسد المسيح؟ هل أشارك في شيء يمكن أن يضر بشخص آخر أو بمجتمعنا؟ هل هناك طريقة بناءة أكثر لمعالجة هذه المسألة؟
دعونا نسعى جاهدين لنكون أناًسا، كما يحثنا أفسس :4 ،15 "قولوا الحق في المحبة". هذا ال يعني فقط االمتناع عن نشر النميمة بأنفسنا ولكن أيًضا أن نختار بنشاط أال نكون جمهوًرا لها. بداًل من ذلك، دعونا نشجع بعضنا البعض على نقل المخاوف مباشرة إلى المعنيين أو إلى قيادة الكنيسة المناسبة، دائًما بروح المحبة والرغبة في المصالحة والنمو.