الله كُلي العلم بالارتباط بالكون الفسيح
رغم التقدم المُذهل في علم الفَلَك، إلا أن ما وصل إليه الإنسان من علم في هذا المجال لا يتعدى نقطة من محيط الحقيقة.
وبصدد هذا نتذكر ما قاله الله لإبراهيم: «انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا» (تك15: 5)، فلا إبراهيم ولا غير إبراهيم من البشر بإمكانه أن يعُدّ النجوم، فهناك الملايين من المجرّات والتي تحوي كل مجرة منها على عدد رهيب من النجوم، وكل نجم هو غاية في الضخامة بالقياس بحجم كوكب الأرض الصغير. أمام عظمة هذا الكون لا يملك الإنسان إلا أن ينظر مشدوهًا مبهورًا، شاعرًا بضآلته، قائلاً: «إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا؛ فَمَنْ هُوَ الإِنْسَانُ حَتَّى تَذْكُرَهُ وَابْنُ آدَمَ حَتَّى تَفْتَقِدَهُ؟» (مز8: 4،3).
لكن بالمقابلة مع ذلك فإن الله وحده يعلم كل شيء عن كل نجم وعن كل كوكب، وعن ذلك يقول كاتب المزمور: «يُحْصِي عَدَدَ الْكَوَاكِبِ. يَدْعُو كُلَّهَا بِأَسْمَاءٍ، عَظِيمٌ هُوَ رَبُّنَا وَعَظِيمُ الْقُوَّةِ. لِفَهْمِهِ لاَ إِحْصَاءَ» (مز147: 4، 5).