رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمواج الصعبة خرج أحد المبشرين وسط القبائل من خيمته ليكرز بالإنجيل لأهل القبيلة, فوجد أمامه رئيس القبيلة ومعه إثنا عشر رجلاً. وجميعهم يتحفزون لإطلاق رماحهم على صدر المبشر. وفي هدوء وشجاعة قال المبشر لرئيس القبيلة: " لتضرب بالرمح إن أردت. لكن قبل أن تقتلني دعني أخبرك " تعجب الرجل من شجاعة المبشر وعدم اضطرابه وقال له: ماذا تريد أن تقول؟ أجاب المبشر: " لقد أتيت إليكم باسم الله وأنا خادمه اشتاق أن تتمتعوا بحبه وخلاصه, وتختبروا عذوبة الحياة معه. إن قتلتموني سيأتي غيري ويخبركم بأخبار الله المفرحة. ستدخل الرماح في صدري لكننا لن نستريح حتى تفرحوا معنا بالله مخلصنا. " سقط الرمح من يد رئيس القبيلة ونظر إلى رجاله وقال لهم: "إنهم مختلفون عنا. نحن نخاف الموت أما هؤلاء لا يخافونه لأن لهم حياة خالدة" فألقي الجميع رماحهم على الأرض وجلسوا ينصتون للمبشر وآمنوا جميعاً بالمسيح. وكانت هذه بداية كرازة وسط هذه القبائل. لقد كان هذا المبشر يشعر بأن الخدمة التي يقوم بها تعني الحياة أو الموت بالنسبة له. عــزيزي: إن صياد الناس قادر على مواجهة الأمواج الصعبة وقادر على الصمود أمام المخاطر والصعاب التي تقابله في الخدمة. إن مبادئ الصيد في السمك والناس مبادئ واحدة. وصفات الصياد وأسلوبه متماثلة في الاثنين. وكما يحتاج صياد السمك إلى الانطلاق في الحبر والجهاد ضد الأمواج العاتية هكذا صياد الناس لابد أن ينطلق في بحر هذا العالم مجاهداً ضد الأمواج الصعبة التي تواجهه في صيد النفوس. وما يحتاجه أحدهما إلى الصبر والتعب والاحتمال والرجاء يحتاجه الآخر أيضاً. يقول الحكيم سليمان: " الرخاوة لا تمسك صيداً " (أمثال27:12). لقد جاء الرب يسوع إلى بحر العالم ليلقي بشبكته وكان أول صيده أربعة رجال هم بطرس واندراوس ويعقوب ويوحنا الذين دعاهم عند بحر الجليل فتركوا شباكهم وسفنهم وأهلهم وتبعوه (متى18:4-22). أول أربعة باكورة الصيد العظيم من المؤمنين في كل العصور. كانوا نواة أعظم مجموعة عهد إليها المسيح لتغيير العالم كله. إن المسيح لا يمكن أن يدعو الإنسان الخامل الذي يأكل بمعلقة ذهب ويستريح على فراش ناعم. مثل هذا الإنسان لا يمكن أن يعهد إليه المسيح بمسئوليات الخدمة ورسالتها. بل هو دائماً يطلب الصياد الذي يتصبب العرق من جبينه وعلى وجهه تصميم الكفاح الصابر والسهر في تعب طوال الليل. عند بحر الجليل التقي الرب بأربعة رجال صيادين للسمك وكانت البداية لأعظم حركة لتغيير وجه الأرض كلها. لقد تركوا شباك صيد السمك وتركوا السفينة ليمسكوا شباكاً أعظم لصيد الناس في سفينة أعظم هي كنيسة الله. أنها نعمة الله التي نقلتهم من صيد السمك إلى صيد الناس. نقلتهم إلى الخدمة الخالدة التي جعلت من العالم كله حقلاً لها ومجدها ا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في وسط الأمواج |
قذفت به الأمواج |
الأمواج المتقاطعة |
مهما عجت الأمواج |
لا تنظر إلى الأمواج |