رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدّيس العظيم البار إكليمنضس الروماني الأعمال المنسوبة للقدّيس الكيمنضس الروماني لعلّ ما حظي به القدّيس إكليمنضس من تقدير عام هو المسئول الأول عما نُسب إليه من كتابات أرثوذكسيّة وهرطوقيّة، لكي تجد لها رواجًا. 1. رسالة الكيمنضس المسماة بالثانية The so-called Second Epistle of Clement في حقيقتها عظة لا رسالة، لها أهميّتةا بكونها أول عظة مسيحيّة وصلت إلينا حتى اليوم، لم يستقر الدارسون على أصل العظة وواضعها، لكن الدلائل تشير بالأكثر إنّها إسكندرانيّة الأصل وليست من كورنثوس أو رومة ، قبل منتصف القرن الثاني. أما أهم ملامحها ومحتوياتها فهي: أ. التركيز المستمر على التوبة كطريق للملكوت، وكوسيلة لعمل لله فينا: [لنتب ما دمنا على الأرض، فإننا طين في يد فنان .] ب. الإيمان العملي خلال الطاعة للوصيّة واحتقار الشهوات الزمنيّة من أجل الأبديّة. ج. الكنيسة سابقة للوجود، روحيّة غير منظورة، صارت جسد المسيح وأمًا للمؤمنين. د. دعى العماد ختمًا Sphragis يلزم حفظه [90]. 2. رسالتان عن البتوليّة في عام 1752 م. اكتشف J. J. Westein في مكتبة المحتجين The Remonstrants بأمستردام نصًا سيريانيًا لرسالتين عن البتوليّة موجّهة إلى المتبتّلين من الجنسين، كملحق للعهد الجديد اليوناني، وقد أيّد المكتشف نسبة الرسالتين إلى إكليمنضس الروماني. ودافع كثير من الدارسين الكاثوليك عن نسبتهما لإكليمنضس غير أن غالبيّة الدارسين البروتستانت يرفضون ذلك، للأسباب التالية : أ. صمت يوسابيوس عن ذكرهما. ب. نغمتهما النسكيّة تناسب النصف الأول من القرن الثالث. ج. تختلف الرسالتين هنا عن الرسالة الأصليّة لإكليمنضس في طريقة الاقتباس من العهد الجديد، كما أن الاقتباس هنا من العهد القديم أقل. ملامحهما ومحتوياتها أ. يبدو أن الرسالتين في الأصل عمل واحد، مع الزمن قُسَّم إلى جزئين ب. البتولية حياة يعيشها الإنسان بروحه في الداخل كما بجسده، وليست لقب شرف أو مجرّد اسم يحمله البتول: [كل البتوليّين من الجنسين... يلتزمون كل واحدّ فواحد منهم أن يكونوا متأهّلين لملكوت السموات في كل شيء... الاسم وحده بغير الأعمال لا يُدخل ملكوت السموات، لكن إن كان الإنسان بحق مؤمنًا، مثل هذا يخلّص... لا يقدر الإنسان أن يخلّص لمجرّد تلقيبه بتولًا وهو خالٍ من الأعمال الممتازة الكاملة التي تليق بالبتولية... فقد دعى ربّنا مثل هذه البتولية جهلًا كما جاء في الإنجيل (مت25: 2). وإذ لم تحمل زيتًا ولا نورًا تُركت خارج ملكوت السموات، وطُردت من فرح العريس، وحُسبت ضمن أعدائه، مثل هؤلاء الأشخاص لهم فقط مظهر مخافة الله ولكنّهم منكرون قوّتها (2تي2: 5) .] ج. الحياة البتوليّة هي عمل إلهي فائق للطبيعة، تدخل بنا إلى الحياة الملائكيّة، ويختبر أصحابها الحياة السماويّة، وذلك بتقدّيس روح الله . د. الحياة البتوليّة ليست هروبًا من العالم لأجل الراحة الزمنيّة، إنّما هي دخول في معركة الصليب حيث يجاهد البتول بروح الرب ضدّ الأنا وضدّ الشيطان ومحبّة العالم وشهوات الجسد. [إن كنت تتوق إلى هذا كلّه اغلب الجسد، اهزم شهوات الجسد، اغلب العالم في روح الله، انتصر على الزمنيّات الباطلة التي تعبر وتشيخ وتفسد وتنتهي،... اِغلب الشيطان، بيسوع الذي يقوّيك، بسماعك كلماته وتمتّعك بالإفخارستيا في الله. احمل صليبه واتبعه، ذاك الذي يطهّرك .] هـ. يقدّم الكاتب نصائح وإرشادات عمليّة تخص النسّاك، منها: * عدم الخلطة بين النساك والبتوليين من الجنسين معًا ، خاصة عدم المزاح والأحاديث التافهة، والهروب من أماكن الشرّ . ** الالتزام بالعمل، إذ لا يسمح للكسالى حتى أن يأكلوا خبزًا. *** يخدمون لكن دون حب التعليم، ويهتمّون بالفقراء والمرضى مع عدم تجاهل العبادة والحياة الروحيّة الداخليّة. و. تظهر أهميّة الرسالتين إذ تقدّمان لنا أقدّم وثيقتين كمصدر للتاريخ النسكي المسيحي الأول وقوانين الحياة النسكيّة وعاداتها. 3. القوانين الرسوليّة The Apostolic Institutions قدّمت لنا في الكتاب الثامن ما يُسمى بالليتورچيّا الإكليمنديّة The Clementine Liturgy. كان الدارسون حتى القرن السادس عشر يعتقدون إنّها عمل أصيل من وضع القدّيس إكليمنضس، وقد أدركوا بعد ذلك إنّها ليتورچيّا شرقيّة من القرن الرابع. سبق لي الحديث عنها وترجمة نصها إلى العربيّة. 4. الإكليمنضيّات المزوّرة، وتسمى "كلمنتينا" أو سيّدو-كلمنتينا Pseudo-Clementina وهي مجموعة كتابات مزوّرة متشابهة إلى حد ما، لكنها غير متجانسة معًا، منسوبة خطأ للقدّيس إكليمنضس. كتبها جماعة من الأبيونيّين الهراطقة، وهم شيعة متطرفة من بعض اليهود المتنصرين، يحملون عداءً للرسول بولس بكونه رسول الأمم... أو على الأقل يتجاهلون خدمته وكرازته، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لذلك جاءت هذه الكتابات مليئة بعبارات التمجيد للرسولين بطرس ويعقوب أخي الرب، بكونهما رسولي الختان. كما ربطوا بين الرسول بطرس وسيمون الساحر عقب اللقاء الذي تم بينهما في السامرة حوالي عام 37م ويصوّرون الرسول أنّه أخذ يتعقبه من سوريا حتى وصل إلى روما عاصمة الإمبراطوريّة وهناك أماته بصلاته. أما عن أفكار هذه الجماعة فهما فريقين بين متزمت ومعتدل، الأول يحفظ ناموس موسى حفظًا حرفيًا ويقدّسون السبت ويعتبرون الختان لازمًا للخلاص. أمّا الفريق الآخر فيحفظون ناموس العهد القديم، لكنّهم لا يلزمون الجميع ولا يتعصّبون ضدّ من يرفضون حفظه. كانوا يحتفلون بيوم الأحد ولا يعترضون على آلام السيد المسيح، لكنّهم يشتركون مع الفريق الأول في إنكار لاهوته وأزليّته |
|