رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تنطبق كلمات يسوع عن الغفران على المؤمنين اليوم كلمات يسوع عن الغفران تؤكد لنا رحمة الله ومحبته التي لا حدود لها. عندما يقول يسوع، "مغفورة لك خطاياك" (مرقس 2: 5)، فهو لا يتحدث إلى المفلوج فحسب، بل إلى كل واحد منا. تذكّرنا هذه الكلمات أنه مهما ضللنا ومهما كانت أثقال الذنب والعار التي نحملها على عاتقنا، فإن غفران الله متاح لنا دائمًا. وكما يذكّرنا البابا فرنسيس مرارًا: "إن الله لا يتعب أبدًا من مسامحتنا؛ نحن الذين نتعب من طلب رحمته" (فرنسيس، 2015). إن غفران يسوع يتحدانا أن نمدّ نفس الرحمة للآخرين. تذكروا كلماته في الصلاة الربانية: "اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (متى 6: 12). هذا ليس مجرد اقتراح، بل هو مبدأ أساسي للحياة المسيحية. عندما نفهم مغفرة الله ونقبلها حقًا، يجب أن تتدفق منا بشكل طبيعي إلى الآخرين (بورك-سيفرز، 2015). الغفران الذي يقدمه يسوع يجلب أيضًا الشفاء والترميم. في العديد من روايات الإنجيل، يرتبط الغفران ارتباطًا وثيقًا بالشفاء الجسدي والعاطفي. هذا يعلمنا أن غفران الله لا يتعلق فقط بمحو الذنب، بل هو إعادةنا إلى الكمال في كل جانب من جوانب كياننا. عندما نختبر الغفران، يجب أن نتوقع ونصلي من أجل الشفاء في علاقاتنا وعواطفنا وحتى أجسادنا الجسدية (ماكبراين، 1994). كلمات يسوع عن الغفران تمكّننا من التحرر من دائرة الخطيئة. عندما غفر للمرأة الممسوكة في الزنى، قال لها: "اذْهَبِي وَلَا تُخْطِئِي أَيْضًا" (يوحنا 8: 11). هذا يوضح لنا أن الغفران ليس إذنًا للاستمرار في الخطية، بل هو دعوة وتمكين لعيش حياة جديدة. إنه يعطينا الشجاعة والقوة لمواجهة ضعفنا والسعي نحو القداسة (كلاود وتاونسند، 2009). في سياقنا الحديث، يتحدث غفران يسوع بقوة عن قضايا الذنب والعار وتقدير الذات. يعاني الكثير من الناس اليوم من الشعور بعدم القيمة وعدم القدرة على مسامحة أنفسهم. تذكرنا كلمات يسوع بأن قيمتنا لا تتحدد بأخطائنا أو إخفاقاتنا، بل بمحبة الله لنا. إن غفرانه يمكن أن يشفي حتى أعمق جروح كراهية الذات ويعيد لنا إحساسنا بالكرامة كأبناء الله (وينرايت، 2006). من المهم أيضًا أن نتذكر أن يسوع غالبًا ما ربط الغفران بالإيمان. تذكرنا كلماته: "إيمانكم خلّصكم؛ اذهبوا بسلام" (لوقا 7: 50)، بأن نيل الغفران هو فعل إيمان. نحن مدعوون إلى الثقة برحمة الله، حتى عندما نشعر بأننا غير مستحقين أو عندما تخبرنا عواطفنا بخلاف ذلك((3) وويذرنغتون، 1990)). أخيرًا، غفران يسوع، كما يُعاش في الكنيسة اليوم، يأخذ بعدًا أسراريًا. في سرّ المصالحة، نسمع كلمات الغفران التي ينطق بها الكاهن الذي يتصرف في شخص المسيح. هذه الكلمات هي استمرار مباشر لخدمة يسوع في الغفران، جاعلًا رحمته حاضرة بشكل ملموس لنا هنا والآن (الكنيسة، 2000). دعونا نتشجع بمعرفة أن كلمات يسوع عن الغفران ليست محصورة في صفحات الكتاب المقدس، بل هي حية وفاعلة في عالمنا اليوم. ليتنا نقترب منه دائمًا بثقة، مستعدين لقبول غفرانه ومشاركته مع الآخرين. وليتنا، مثل المرأة في بيت سمعان، نستجيب لمغفرته بامتنان ومحبة، ونسمح لها بتحويل كل جانب من جوانب حياتنا. |
|