الله لا يمنع خيرًا عن أولئك المؤمنين به، عمن يدنون من ابنه الحبيب. ثق فيه الآن، لتجد فيه الفادي والصديق، المُعين والشفيع، ستجد فيه كل شيء للزمان كما للأبدية، ستجد معي أن «لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ» (يون٢: ٩). لكن آه، لو تهت في عدم إيمانك، ستجد أنها حماقتك، ولن تلوم عليها إلا نفسك «فَدَاسَهُ الشَّعْبُ فِي الْبَابِ، فَمَاتَ». لقد رأى الطعام، خلاص السامرة، لكن متأخرًا جدًا؛ وها هو الدليل القاطع على صدق قول النبي، لكن ليس له. وذلك ما قد يحدث معك، كما مع الرجل الغنى المسكين في لوقا ١٦؛ سيُمكنك أن ترفع عينيك وترى ما احتقرته؛ أنا لا أقول كم ستطول رؤيتك له أو كم مرة، لكنى أقول إنه في تلك المرة، ستكون نظرة طويلة، مركزة على خلاص الله، الذي كان ممكنًا أن يكون ملكك لكن بسبب عدم إيمانك: «إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ، وَلكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ». آه، يا صديقي، لقد احتقرت الرحمة طويلًا، لا تحتقرها أيضًا؛ لقد ابتعدت عن المسيح طويلًا، تحوّل إليه الآن، واقبل من يده الآن الخلاص المستعد أن يودعه لك، ليكون له المجد، ولتنال نفسك السعادة الأبدية!