إن الدقيق رمز للمسيح خبز الحياة خبز السماء المُعطَى للناس؛ المسيح المُعطَى لاحتياج الإنسان. فلا تحتقر نعمته، ولا تستخف بمحبته، ولا تغامر بمصير ك الأبدي، لا ليوم آخر، ولا للحظة واحدة! ارجع إليه، ثق فيه؛ دع البرص يُرشدونك الطريق. لقد خرجوا ليلقوا بأنفسهم على شفقة غير مضمونة، أما أنت فعليك فقط أن تلقى بنفسك على رحمة الله، على حنان الله؛ لقد أتوا إلى محلة الأراميين، ووجدوا كل ما كانوا يحتاجونه، ولم يكن ما يعوق أخذهم كل ما يحتاجون. ولو أخذت مكان البرص، المُعوزين، وذهبت إلى الله، بالرغم من زعمك أنه عدوك (كما ظنوا هم أن الآراميين أعدائهم، إلا أنهم وجدوا كل ما يحتاجون إليه، كما لم يجدوا أي معوق لأخذه)، لن تجد ما يعوق تمتعك بالخلاص والإمداد الكافي الذي منحه الله. ليس عليك سوى أخذه، ثم تلتفت لتخبر الآخرين: ”يوجد لكم الكثير أيضًا، ما يكفي، بل يزيد؛ هناك كل ما أحتاج، وما يحتاجه الآخرين أيضًا“.