منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 11 - 2024, 09:44 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,102

أن معرفتنا بالرب الإله لا يمكن أن تكون من نتاج العقل البشري






الله الواحد



لعلك توافقني - قارئي العزيز - أن معرفتنا بالرب الإله لا يمكن أن تكون من نتاج العقل البشري. ولو اعتقدنا يومًا أننا قد عرفنا الله بعقولنا، فحتمًا سنكتشف ضآلة هذا الإله الذي استطاعت عقولنا المحدودة أن تحتويه.
إذًا كيف نعرفه - تبارك اسمه؟ وكيف تكون لنا علاقة حقيقية معه، إلا بإستقبال إعلانه عن ذاته. وكيف نتواصل معه ونستقبل إعلانه العظيم عن ذاته، بدون الإيمان، الإيمان الذي لا يتعارض مع العقل ولكنه يسمو فوقه. الإيمان الذي به نفهم (عب11: 3).
فالله هو النور الذي لا نراه إلا بنوره، نور الإعلان الذي نقبله بالإيمان. ولقد تفضَّل الله وتنازل ليتكلم إلينا مُعلنًا ذاته؛ فوحدانية الله ونوع الوحدانية التي تليق به لَهُما من الحقائق الأولية في الإعلان الإلهي، وهي الحقيقة التي لا بد أن يسلِّم بها كل عاقل ذي منطق سليم.
فالتعدد في الكائنات لازمٌ حيث الضعف وعدم البقاء، وأما الكمال والسرمدية في الله فيقتضي الوحدانية، حيث عدم المحدودية في القدرة والعلم، والسيادة والسلطان والتواجد.
ولقد أعلن الله في كتابه المقدس حقيقة أنه
الله الواحد الذي لا إله غيره
ففي العهد القديم نقرأ:
في سفر التثنية: «إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ» (تث6: 4).
وفي سفر إشعياء نقرأ: «هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَفَادِيهِ رَبُّ الْجُنُودِ: أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ وَلاَ إِلَهَ غَيْرِي» وأيضًا: «أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ... أَخْبِرُوا. قَدِّمُوا. وَلْيَتَشَاوَرُوا مَعًا. مَنْ أَعْلَمَ بِهَذِهِ مُنْذُ الْقَدِيمِ أَخْبَرَ بِهَا مُنْذُ زَمَانٍ؟ أَلَيْسَ أَنَا الرَّبُّ وَلاَ إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟ إِلَهٌ بَارٌّ وَمُخَلِّصٌ. لَيْسَ سِوَايَ. اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرَ» (إش44: 6؛ 45: 5، 21-22)
وفي العهد الجديد نقرأ:
في الأناجيل: «فَجَاءَ وَاحِدٌ مِنَ الْكَتَبَةِ وَسَمِعَهُمْ يَتَحَاوَرُونَ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ أَجَابَهُمْ حَسَنًا سَأَلَهُ: أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ أَوَّلُ الْكُلِّ؟ فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى» (مر12: 29-30). وهنا يصادق المسيح على كتب العهد القديم وعلى إعلان الوحدانية فيها.
وأيضًا في الرسائل يقرِّر الرسول بولس بالروح القدس: «لأَنَّ اللهَ وَاحِدٌ هُوَ الَّذِي سَيُبَرِّرُ الْخِتَانَ بِالإِيمَانِ وَالْغُرْلَةَ بِالإِيمَانِ» (رو3: 30). «رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلَهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ» (أف4: 5-6). «لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (1تي2: 5)
ويقرر يعقوب في رسالته: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ» (يع2: 19)
نوع وحدانية الله
لكن أي نوع من الوحدانية هي وحدانية الله؟
هل هي وحدانية مجردة، تُجرِّد الله من صفاته، وقد عظمت وتجلَّت ودَلَّت على حقيقة وجوده؟
أم وحدانية مطلقة؟
ولو كان كذلك، فثمه سؤال يفرض نفسه: ما الذي كان يفعله الله الواحد الأزلي قبل خلق السماء والأرض والملائكة والبشر، إذ لم يكن أحد سواه؛ هل كان يتكلم ويسمع ويحب؟ أم كان صامتًا وفي حالة سكون؟
إن قلنا إنه لم يكن يتكلم ويسمع ويحب، إذًا فقد طرأ تغيير على الله؛ لأنه قد تكلَّم إلى الآباء بالأنبياء، وهو اليوم سامع الصلاة إذ هو السميع المجيب. كما أنه يحبّ إذ إنه الودود. نعم إن قلنا إنه كان ساكنًا لا يتكلم ولا يسمع ولا يحب، ثم تكلم وسمع وأحب فقد تغيّر؛ والله جل جلاله منزه عن التغيير والتطور.
إنها حقًا معضلة حيَّرت المفكّرين والفلاسفة، وجعلتهم يفضِّلون عدم الخوض فيها. فكيف لعقولهم المحدودة أن تسبر أغوارها، أو أن تعرف جوهر الله. أما الكتاب المقدس، وهو إعلان الله عن ذاته، فلقد عرفنا منه ما خفي على كل فلاسفة البشر وحكمائهم، وهو أن وحدانية الله ليست وحدانية مجردة أو مطلقة؛ بل هي وحدانية جامعة مانعة:
جامعة لكل ما هو لازم لها، ومانعة لكل ما عداه.
لكن كيف عرفنا وحدانية الله الجامعة؟
يتكلم الكتاب عن الله تارة بصيغة المفرد لأن الله واحد، ومرة بصيغة الجمع لأن وحدانيته جامعة، ولا يخفى علينا أن الجمع ليس للتعظيم، وإلا لما تكلَّم الكتاب عن الله بالمفرد إطلاقًا.
ففي العهد القديم نقرأ:
«وَقَالَ اللهُ: نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا» (تك1: 26).
«وَقَالَ الرَّبُّ الالَهُ: هُوَذَا الانْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك3: 22).
«هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لا يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ» (تك11: 7).
«ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ: مَنْ أُرْسِلُ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟ فَأَجَبْتُ: هَئَنَذَا أَرْسِلْنِي» (إش6: 8).
وفي العهد الجديد نقرأ:
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا» (يوحنا3: 11).
لكن ماذا تجمع وحدانية الله؟
إنها تجمع كل مستلزمات الألوهية، كل ما يلزم قيام كائن إلهي. جامعة لأقانيم اللاهوت؛ فالكتاب يعلن أن الله واحد في ثلاثة أقانيم. وكلمة “أقنوم” ليست كلمة عربية، بل سريانية، تدل على “من له تمييز عن سواه بغير انفصال عنه”.
وهكذا أقانيم اللاهوت: فكل أقنوم، مع أن له تميز عن الأقنومين الآخرين، لكنه غير منفصل عنهما.. وبذلك كان يمارس الله صفاته في الأزل بين أقانيمه؛ فهو منذ الأزل وإلى الأبد: كليم وسميع، محب ومحبوب، ناظر ومنظور... دون أن يكون هناك شريك معه، ودون احتياجه- جَلَّت عظمته - إلى شيء أو شخص في الوجود لإظهار تلك الصفات، إذ إنه - نظرًا لكماله - مكتفٍ في ذاته بذاته.
لكن لكي نتأكد أن إعلان الله الواحد في ثالوث أقانيمه هو إعلان أصيل، دعنا نسأل:
هل هناك ذكر للأقانيم في العهد القديم؟
الإجابة نعم فعن الآب والابن نقرأ:
«إِنِّي أُخْبِرُ مِنْ جِهَةِ قَضَاءِ الرَّبِّ. قَالَ لِي: أَنْتَ ابْنِي. أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ... اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ... قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ» (مز 2: 7- 12).
«مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟» (أم30: 4).
وعن الروح القدس بإعتباره الله :
«رُوحُ اللهِ صَنَعَنِي وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ أَحْيَتْنِي» (أي 33: 4).
أن كان الأمر كذلك، فهل هناك ذكر للثلاث أقانيم معًا في العهد القديم؟ الإجابة نعم ففي إشعياء 48: 16 نقرأ: «تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هَذَا. لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ».
وأيضا في إشعياء 61: 1: «رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ». وهذا ما اقتبسه المسيح حينما قرأ السفر في مجمع الناصرة في لوقا 4، قائلاً لسامعيه: «إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ» (لو4: 21).
وطبعًا يذكر العهد الجديد الثلاثة أقانيم معًا؛ فمثلاً:
«فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ» (لو1: 35).
«وَلَمَّا اعْتَمَدَ جَمِيعُ الشَّعْبِ اعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا. وَإِذْ كَانَ يُصَلِّي انْفَتَحَتِ السَّمَاءُوَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ بِكَ سُرِرْتُ!» (لو3: 22-23).
«فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ» (مت28: 19).
«نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ» (1كو13: 14).
ولكن هل قال الكتاب عن كل أقنوم إنه الله؟
سنعم فالكتاب يعلن أن الآب هو الله:

«بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ» (1بط1: 2).
والابن هو الله:
«وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ» (عب1: 8، 10).
والروح القدس هو الله:
«فَقَالَ بُطْرُسُ: يَا حَنَانِيَّا لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ لِتَكْذِبَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ وَتَخْتَلِسَ مِنْ ثَمَنِ الْحَقْلِ؟... أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى النَّاسِ بَلْ عَلَى اللهِ» (أع5: 3، 4).
ولا يسعنا أمام جود هذا الإله العظيم الذي سُرَّت مشيئته أن يعلن لنا ذاته، بل أن يعطينا نصيبًا في مقاصده الأزلية في ابنه الحبيب، لا يسعنا إلا أن نسجد، ونعبد مخبرين بأفضال نعمته.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الفلسفة التي اكتشفتها الأمم هي نتاج الفهم البشري
تبقى معرفتنا في هذه الحياة ناقصة، لكن يمكن الاعتماد عليها في حدودها
العقل البشري مثل الحاسوب
الحرية هي معرفتنا لقيمتنا الحقيقية بعينين الإله القدير
الفترة الحالية بعد القيامة هى فترة فرح بالرب ولكنها لا يمكن أن تكون فترة تسيّب


الساعة الآن 08:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024