رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أغسطينوس أن المرتل بعد أن تحدث عن الخلاص من الإنسان الشرير، تحدث عن الظالم، لأن الشرير ظالم دومًا حتى لمن يدخل معه في صداقة عميقةٍ. حقًا يطلب منا الكتاب المقدس ألا ندين الذين في الخارج، بل الذين في الداخل، وهو لم يعزلنا عن غير المؤمنين، بل ويطلب منا أن نحبهم، لكن الصداقة التي تنزع الحدود اللائقة تسبب ضررًا للنفس. لعل القديس أغسطينوس يخشى على شعبه من العشرة دون ضوابط مع الهراطقة، فيؤثرون بأفكارهم على الأبناء، وينحرفون بهم عن الحق الإنجيلي. أحيانًا بالكلمات التي تبدو رقيقة يحطمون الإيمان المستقيم، ويبثون الأفكار المسمومة في النفوس. * "أنقذني يا رب من إنسان شرير". ليس من شخصٍ واحدٍ فقط بل من الصنف كله (الأشرار). ليس من الأواني فقط، وإنما من رئيسهم نفسه، أي من الشيطان. لماذا من إنسانٍ إن كان يعني الشيطان؟ لأنه دُعي أيضًا إنسانًا في رمزٍ (مت 13: 24-28)... الآن إذ صرنا نورًا ضد الظلمة فقط، أي ضد الخطاة، هؤلاء الذين لا يزال الشيطان يقتنيهم، وإنما ضد رئيسهم، الشيطان نفسه، الذي يعمل في أبناء المعصية. "ومن رجلٍ ظالمٍ أحفظني" هو نفسه مثل الإنسان الشرير، إذ يدعوه شريرًا لأنه غير بارٍ، لئلا تظن أن أي إنسان غير بار يمكن أن يكون صالحًا. إذ يبدو كثير من غير الأبرار أنهم غير مؤذين، وليسوا عنفاء، ولا شرسين، لا يضطهدون ولا يضايقون، إنما هم غير أبرار، لأنهم يمارسون عادات أخرى معينة، يعيشون في ترفٍٍ، يسكرون، ويتنعمون... الشرير هو كل إنسان غير بارٍ، وهو مؤذٍ، سواء كان لطيفًا أو شرسًا. من يسقط في طريقه، ويؤخذ بشباكه، فهو مؤذٍ، هذا الذي يبدو بلا أذية. القديس أغسطينوس |
|