رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تُوضع وصيتا الرحمة والحق حول العنق كي تكونا موضع نظرنا، لا نتجاهلهما قط، كما تُنقشان على لوح القلب كي تمتصا كل مشاعرنا وتملكا على أحاسيسنا؛ نشعر بهما بقلوبنا كما نراهما بعيوننا الداخلية. أما ثمرة الطاعة التي تدخل بنا إلى هذا الطريق فهي: "تجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس" [4]. يُسر الله بنا ويهبنا فهمًا مقدسًا أكثر فأكثر، وإن قاومنا البعض لكن كثيرين يكرموننا ويطلبون مشورتنا. هكذا يحثنا الحكيم لكي نجاهد في التصاقنا بالرحمة والحق بنعمة الله على الدوام حتى نبلغ الكمال. ففي حديث الطوباوي إكليمنضس عن البتولية تحدث عن ضرورة الجهاد المستمر بلا توقف لبلوغ الفضيلة الكاملة، ولا يقف البتوليون عند مظهر البتولية. * يليق بكل البتوليين من الجنسين من الذين بالحق عقدوا العزم لحفظ البتولية من أجل ملكوت السموات -كل واحدٍ منهم- أن يكون مؤهلًا لملكوت الله في كل شيء. فإنه ليس بالبلاغة ولا بالشهرة، أو بالمركز ، أو الأصل، أو الجمال أو القوة، ولا بطول الحياة نبلغ ملكوت السموات، إنما نناله بقوة الإيمان عندما يظهر الإنسان أعمال الإيمان. فمن كان بالحق بارًا أعماله تشهد لإيمانه، إنه بالحقيقة يؤمن، بإيمان عظيم، إيمان كامل، إيمان بالله، إيمان يشرق في أعمال صالحة، فيتمجد أب الكل في المسيح. الآن الذين هم بالحقيقة بتوليون من أجل الله يخضعون للقائل: "لا تدع الرحمة والحق يتركانك، تقلدهما على عنقك. فتجد نعمة وفطنة صالحة في أعين الله والناس" [3، 4]. القديس اكليمنضس الروماني أخيرًا بقوله: "لا تدع الرحمة والحق يتركانك" يدعونا أن نكون في رفقتهما الدائمة، فهما صديقان مخلصان نحتاج إلى صحبتهما المستمرة. بل هما صديق واحد، شخص السيد المسيح "الرحمة والحق"، نتمسك به، قائلين مع العروس التي جاهدت تبحث عنه فوجدته وأمسكت به ولم تُرْخِه (نش4:3). التصقت به كمن هو عريسها وحدها، قائلة لمن حولها: "أُحَلِّفَكُنَّ يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقل ألا تيقظْنَ ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء" (نش5:3). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وصيتا الرحمة والحق تدخلان إلى الأعماق |
لا تدع الرحمة والحق يتركانك |
لا تدع الرحمة والحق يتركانك |
لا تدع الرحمة والحق يتركانك |
الرحمة والحق |