* الله لا يريدنا أن نصغي إلى الكلمات والعبارات الواردة في الكتاب المقدس بإهمالٍ، بل باهتمامٍ شديدٍ. هذا ما دفع الطوباوي داود أن يضع العنوان "للفهم" في مواضع كثيرة لمزاميره. كما يقول: "افتح عن عينيّ، فأرى عجائب من شريعتك" (مز42:32، 18:119). ومن بعده جاء ابنه أيضًا يُظهر ضرورة أن نطلب الحكمة كالفضة، ونتاجر فيها كأثمن من الذهب (أم 4:2؛ 14:3) [اقتبس أيضًا: "فتِّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي تشهد لي" يو39:5]. عندما يحث الرب اليهود أن يفتشوا الكتب يحثنا بالأكثر أن نبحث. فإنه ما كان يقول هذا لو كان ممكنًا أن ندرك الكتب تمامًا فور قراءتها. لا يُفتش أحد ما هو واضح وبين يديه، بل يفتش عمَّا هو مخفي في ظلٍ، والذي يلزم أن نجده بالبحث. هكذا لكي يحثنا على البحث يدعوها "الكنز المخفي" (أم4:2؛ مت44:13). قيلت لنا هذه الكلمات لكي لا نطبق كلمات الكتاب بتراخٍ أو بغير اكتراثٍ، وإنما بدقةٍ عظيمةٍ. فإنه إن أصغى أحد لما يُقال في الكتب دون أن يبحث عن المعنى الروحي بل يقبل المعنى الحرفي، يظن أمورًا غير لائقة بالله، مثل أنه غضوب وثائر، وما هو أردأ من هذا.