SS. Jonas and Barachisius يروي إشعياء قصة الشهيدين كشاهد عيان، كان خادمًا للملك سابور الثاني. ذلك أنه في السنة الثامنة عشرة من مُلك سابور الثاني ملك فارس، بدأ اضطهاد مرير ضد المسيحيين. فلما سمع يونا وباراخيسيوس الراهبان أن الكثير من المسيحيين قد صدر عليهم الحكم بالموت في هوباهام Hubaham ذهبا ليشجعاهم على الثبات في الإيمان. ولما استشهد تسعة منهم قُبض على يونا وباراخيسيوس وقُدِّما للمحاكمة. بدأ المحقق بمهادنتهما طالبًا منهما أن يخضعا للملك وأن يعبدا الشمس، فردا عليه بأنهما يفضلان طاعة ملك السماء والأرض الذي لا يموت على طاعة ملك أرضي. فوضعوا باراخيسيوس في زنزانة ضيقة، بينما ألقوا يونا على وجهه وتحت منتصف جسمه قطعة خشب حادة ثم ضربوه بالعصي، وكان يصلي طول الوقت، فأمر القاضي بإلقائه في بحيرة مثلجه. فى محاولة للتأثير على باراخيسيوس أخبروه بأن أخاه قد بخر للأوثان، فرد قائلًا بأنه لا يصدق أنه قدم عبادة للنار المخلوقة، ثم أخذ يتحدث عن قوة الله وعظمته حتى قال بعضهم لبعض إن تركه ليتحدث بهذا المنطق أمام الجماهير قد يؤثر على الكثير منهم ويدفعهم للإيمان بالمسيحية، لذلك صدرت الأوامر أن تتم محاكمته مساءً، وأخذوا يعذبونه في أثناء ذلك. في الصباح أحضروا يونا من البحيرة وسألوه عن حالته، فرد قائلًا انه منذ ولادته إلى الآن لا يتذكر أنه اختبر مثل هذا السلام الذي اختبره بالأمس، إذ استطاع أن يختبر شركة آلام المسيح. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). ولما حاولوا إخباره أن صديقه قد تراجع وبخر للأوثان قاطعهم قائلًا إنه يعلم أن صديقه قد نبذ الشيطان وملائكته منذ زمنٍ طويلٍ. في محاولة أخيرة منهم حذروه من أن يمضى من العالم مرفوضًا من الله والإنسان. رد عليهم يونا إن الحكمة تقتضي أن نبذر الحبوب على الأرض لا أن نخزنها، فحياتنا مثل البذرة التي نزرعها لتقوم في العالم الآخر حيث يجددها السيد المسيح ويحفظها إلى حياة أبدية. أعادوا تعذيبه مرة أخرى، وأخيرًا عصروا جسمه بين ألواح خشب حتى تفجرت عروقه ثم قطعوا جسمه بمنشار إلى نصفين وعينوا حراسًا ليمنعوا المسيحيين من أخذ جسده. بالتخلص من يونا، التفتوا مرة أخرى إلى باراخيسيوس ناصحين إياه أن يحافظ على سلامة جسمه. فرد قائلًا إنني لم أخلق جسمي ولن أهلكه، لكن الله هو الذي يحافظ عليه وهو الذي سيحاكمكم أنتم وملككم. فعُذب مرة أخرى، وأخيرًا استشهد بأن القوا في فمه قار ساخن وكبريت. عند سماع نبأ استشهادهما، تقدم أحد أصدقائهما وابتاع جسديهما بخمسمائة دينار، وكان ذلك حوالي سنة 327 م.العيد يوم 29 مارس.