ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خدمة الشيطان كثيرًا ما نتساءل: ”لماذا الشيطان؟ ألا يكون الوضع أفضل كثيرًا بدون شره وفساده؟! فلماذا خلقه الله وهو عالم بكل ما سيفعله بعد ذلك؟“. لن نذكر في هذا المقال كل الأسباب من وراء وجود الشيطان، ولكننا سنركز على جانب واحد فقط، وهو خدمته لنا. فالله في نعمته لم يكتفِ بخدمة الملائكة لنا (عب1: 14)، بل أراد في حكمته وقدرته أن يُسخِّر الشيطان أيضًا لحسابنا. على أننا دائمًا نتألَّم من النتائج الفورية لعمل الشيطان، ولا نرى فيها إلاَّ كل ما هو محزن ومؤلم، ولكننا بعد ذلك نكتشف كيف حوَّلها الله بطريقته لخيرنا. وإذ يقول بولس: «نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ» (رو8: 28)، فالرسول هنا يعني حقًا «كُلَّ الأَشْيَاءِ»، بما فيها أعمال الشيطان. حيث نراه قانعًا، بل مسرورًا ومفتخرًا بما تسبَّب الشيطان فيه «وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ ... فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ» (2كو12: 7-10). نعم لقد تألَّم كثيرًا في البداية، وتضرَّع إلى الله من أجل هذا الأمر، لكنه فهم بعد ذلك أن الله في محبته الأمينة له، خاف عليه من الارتفاع، فسمح للشيطان أن يلطمه - تحت إشراف الله وسيطرته - حتى يتمم الله في النهاية مقاصده الصالحة. وكلمة الله مليئة بالأحداث التي تُبرز عداوة الشيطان من جهة، وحكمة الله وقدرته من الجهة الأخرى؛ مستخدمة عداوته لصالحنا. ونرى ذلك واضحًا مع كثيرين، منهم: أيوب، يوسف، داود، بطرس... وسنتناول في هذا المقال أكثر مشهدين ظهر فيهما شرّ الشيطان، وأثَّرا في البشرية بأكملها، حتى إننا نستطيع أن نلمس آثارهما حتى وقتنا هذا. المشهد الأول: دخول الخطية يبدأ تكوين 2 بمشهد رائع وجميل: «فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا». لقد أكمل الله الخليقة في أبدع صورة، حتى عندما فرغ من عمله، استراح وفرح بما أنجزه (تك1: 31). ونقرأ في بقية أصحاح 2 عن جمال وروعة الخليقة، فهي عمل الله التي استغرقت منه مدة ستة أيام. وكان آدم متسلطًا على الخليقة، مُظهرًا مجد الله، مُتمتعًا بالسلام والأمان. وظل الوضع على أحسن حال حتى تدخَّل الشيطان في أصحاح 3، وعصى آدم الله بأكله من الشجرة، وما ترتب على ذلك من نتائج مفجعة، «بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ» (رو5: 12). فنقرأ في تكوين 3 عن نتائج الخطية من: موت، ولعنة، وعداوة، ووجع، وتعب. وهكذا يخيَّل إلينا للوهلة الأولى أن كل ما عمله الله قد انهار وضاع تمامًا بسقوط آدم ودخول الخطية. ولكن يقينًا كان كل هذا تحت إشراف الله وبسماح منه. فأقول عن يقين إن الشيطان لم يذهب إلى حواء إلا بعد موافقة الله؛ فما كان الشيطان يملك الحرية ليفعل ما يشاء، بل كان عليه أن يستأذن الله أولاً صاحب السلطان. هذا ما نراه واضحًا في حادثة أيوب حيث يطلب الشيطان: «وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ ... فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ» (أي1: 11، 12)، وأيضًا مع بطرس: «وَقَالَ الرَّبُّ: سِمْعَانُ سِمْعَانُ هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!» (لو22: 31). فقبل أن يُجرِّب الشيطان أيوب أو بطرس، كان عليه أن يُقدِّم أولاً طلبًا إلى الله، ”الذي معه أمرنا“. ويظهر سلطان الله على الشيطان ليس فقط فيما يخص المؤمنين، بل حتى فيما يخص الحيوان الأعجم، «فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ» (مت8: 31). فهكذا لا يملك الشيطان الحرية المطلقة ليفعل ما يشاء. ولكن يأتي السؤال: لماذا سمح الله للشيطان بالذهاب إلى حواء، وبالتالي بدخول الخطية؟ هل يستطيع الله أن يُخرِج خيرًا من وراء كارثة مثل الخطية؟ بالتأكيد نعم، فهذا هو الله. فالله في مشيئته الأزلية أراد أن يُحضر لنفسه أبناء، يُحبونه بنوع خاص من المحبة، تختلف عن محبة آدم له قبل السقوط، إذ كانت محبته هي محبة المخلوق للخالق. أما الآن فنحن نحبه محبة المفديين للفادي «نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً» (1يو4: 19). وكان الصليب هو أعظم إظهار لمحبته. ويقينًا لولا محبة الله الفائقة المعرفة التي ظهرت في الصليب، لما أحببنا الله بهذا النوع من المحبة. ليس لعدم استحقاقية الله، حاشا، بل إن طبيعتنا البشرية لم تكن تستطيع أن تُظهر هذه المحبة إلا بعد محبة الصليب. ففيه رأينا الله متنازلاً، مُخليًا نفسه، آخذًا صورتنا الإنسانية، حتى يُمكنه أن يحمل كل خطايانا في جسده على الخشبة، مضروبًا من أجل ذنب شعبه. لكي «يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ» (مت1: 21). فإذ أراد الشيطان أن يُفسد علاقة الإنسان بالله، كان في فكر الله نوع جديد تمامًا من العلاقة، قائم على المحبة. وهذه العلاقة لا يمكن أن تسقط أبدًا. حقًا .. «يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟» (رو11: 33, 34). المشهد الثاني: الصليب: لا شك أنَّ مجيء ربنا يسوع إلى الأرض كان يُمثِّل رعبًا وقلقًا للشيطان، لأنه طوال حياته على الأرض كان ينقض أعمال إبليس (1يو3: 8). فكان شوق الشيطان «مَتَى يَمُوتُ وَيَبِيدُ اسْمُهُ؟» (مز41: 5). لذلك نرى محاولات قتل ربنا كثيرة جدًا، ولكن لم يستطع الشيطان أن يفعل شيئًا «لأَنَّ سَاعَتَهُ (المسيح) لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ» (يو7: 30). إلى أن جاءت ساعته، وحينئذ سمح الله للشيطان بالعمل. فنراه يعمل بكل ما له من قوة ومكر؛ فدخل في يهوذا وجعله يتَّفق مع رؤساء الكهنة وقواد الجند، ونرى لأول مرة تحالف بيلاطس مع هيرودس، واتفاق اليهود مع الرومان على قتل المسيح ملك اليهود! وإمعانًا في احتقار المسيح؛ اختار الشيطان الصليب كوسيلة لقتله. ومع الفوضى التي ظهرت في المحاكمات والصليب، قد نتصوَّر أن الله ترك الشيطان يفعل ما يشاء، ولكن الله كان مسيطرًا تمامًا على الأحداث؛ فترك الشيطان يُفرغ كل ما في جعبته، طالما سيؤول هذا في النهاية لتنفيذ مشيئته وإتمام النبوات. ولكن الله لن يسمح لكائن من كان أن يقف ضد مشيئته، فعندما أراد الأشرار إزالة العنوان المكتوب فوق الصليب: «هَذَا هُوَ يَسُوعُ مَلِكُ الْيَهُودِ» (مت27: 37)، تدخل الله مستخدمًا بيلاطس حتى يُتمِّم مقاصده. كما نراه أيضًا يستخدم يوسف الرامي (الذي لم نسمع عنه من قبل) لكي يبطل إرادتهم الفاسدة بدفن المسيح مع الأشرار. وهكذا نرى أنه عندما يستخدم الله الشيطان فهو يضع له حدودًا لا يتعداها. وإذ كان هدف الشيطان أن يبيد اسم المسيح بالموت، نرى النتيجة عكس ذلك تمامًا، إذ نجد أن المسيح هو الذي «يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» (عب 2: 14). أما عن المسيح «فتَطُولُ أَيَّامُهُ» (إش53: 10). بل أتي الصليب بنسل كثير. ويقينًا ما فعله الشيطان في الصليب كان بسبب جهله بمحبة الله، فلم يكن يخطر على باله مطلقًا، أن يكون لإله عظيم بهذا المقدار الاستعداد أن يموت بدلاً من العبيد! وهكذا نرى الشيطان، مع كل ما له من مكرٍ ودهاء، يُفسِد بالصليب كل ما عمله هو مع آدم؛ فالصليب يزيل كل نتائج المشهد الأول السلبية، أما نتائج المشهد الثاني فلا يمكن أبدًا أن تُزال، بل سيظل تأثيرها إلى أبد الآبدين، شاهدة على قصور الشيطان وعجزه عندما يتقابل مع حكمة الله وقدرته. وإذا نظرنا إلى تعاملات الشيطان معنا نحن المؤمنين، نرى الله يحولها دائمًا لصالحنا. فالآلام والضيقات ما هي إلا وسيلة لتنقيتنا، فتجمِّلنا ونحن في البرية، وتُنشئ لنا ثقل مجد في الأبدية. وإذ ليس بمقدور الشيطان أن يهلكنا، فهو يركز كل اهتمامه على تعطيل شركتنا مع الله، بإسقاطنا في الخطية، إلا أن هذا أيضًا يستخدمه الله ليجعلنا أكثر التصاقًا به. فكلما عرفنا أكثر رداءتنا وضعفنا وعجزنا، دفعنا ذلك للالتصاق أكثر بالله وازدياد شركتنا معه، لأننا بدونه نضعف ونصير مثل باقي الناس. وفعلاً لم نكن نستطيع أن نعرف ضعفنا إلا بسماح الله لنا بالوقوع في الخطية. ولكن هذا بالطبع لا ينبغي أن يشجعنا على الخطية أو يجعلنا نستهين بها. أخيرً أقول إن كل ما سبق لا يجعل من الشيطان صديقًا لنا، فهو ما زال خصمنا. ولو تُركنا له، لفعل بنا أكثر مما فعله بأيوب، ولذلك كثيرًا ما يحذرنا الكتاب منه، «اُصْحُوا وَاسْهَرُوا لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ» (1بط 5: 8, 9؛ انظر أيضًا أفسس 6: 11؛ 2كورنثوس 11: 3). ولكن لنا، ونحن ساهرين، أن نكون مطمئنين هادئين واثقين في إلهنا كلي القدرة الذي سيسحق الشيطان تحت أرجلنا سريعًا (رو16: 20)؛ وإلى أن يتم هذا فهو لن يتأخر عن عمل أي شيء لخيرنا حتى لو لزم ذلك خدمة الشيطان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المؤمن الواثق المستيقظ يرفض حيلة الشيطان |
متى خدمت الله، قاومك الشيطان |
حيلة الشيطان مع القديس مار افرام السرياني |
الشيطان ذكي وصاحب حيلة |
اللاهوت العقلي خدمة الشيطان |