23 - 09 - 2024, 04:29 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
يقوم الله بتتميم وتنفيذ برنامجه هذا من فرط محنتّه الفائقة لنا نحن البشر. على هذا الأساس نلاحظ أن الرسول بولس أنهى القسم الأول من رسالته إلى أهل الإيمان في أفسس (وهو القسم العقائدي) قائلاً:
لهذا السبب, أجثو على ركبتيّ أمام الآب, الذي منه تسمّى كل أسرة في السماوات وعلى الأرض, ليهب لكم بحسب غنى مجده, أن تتأيّدوا بالقوّة بروحه في الإنسان الباطن, ليحلّ المسيح بالإيمان في قلوبكم.
ضمن عالم مليء بالمشاكل والمعضلات, نادى الرسول بولس بكلمة الإنجيل أي بالخبر المفرح عن خلاص الله الذي أتمّه في المسيح يسوع, فآمن البعض وانضموا إلى جماعة الإيمان في أفسس. كان ذلك بمثابة الخطوة الأولى في مسيرتهم الإيمانية. وإذ كان الرسول قد أعلمهم عن غنى المسيح في القسم الأول من الفصل الثالث من رسالته, كان لا بد له من أن يتجه إلى الله القدير بدعاء حارّ ليهب الله المؤمنين والمؤمنات نعمه وبركاته التي كانت ستساعد أهل الإيمان للبلوغ إلى غايتهم. هبات الله هي مجانية ونعمه لا تعدّ ولا تحصى. ابتهل الرسول إلى ربه خالق الكون وباري البشر, بشتى أصنافهم وأوطانهم, ليهب المؤمنين بأن يتأيدوا بالقوّة بروحه في الإنسان الباطن ومعنى هذه العبارة هي أن يتسلح المؤمنون بروح الله القدوس في حياتهم الداخلية أي في باطنهم ليختبروا ما وعدهم به الله. وإذا قاموا بذلك يحلّ المسيح في قلوبهم بالإيمان. هذه الكلمات هامة للغاية, فهي لا تعلّم حلولاً تنعدم فيه الشخصية البشرية أو تصبح بدون إرادة خاصة بها. ذكر الرسول أن هذا الحلول يتمّ بواسطة الإيمان. أي أن حلقة الوصل بين المؤمن ومخلّصه المسيح هي الإيمان الذي يحفظ للمؤمن بتمام شخصيته وللمسيح يسوع بتمام أقنومه. ليس في هذا المفهوم الرسولي للحلول أي مجال لذوبان الشخصية البشرية في المسيح المخلّص!
|