ننتقل الآن من نبرة يشوع القاسيّة بالعهد الأوّل إلى نبرة يسوع بالعهد الثاني. نعلّم أنّ جذر إسم يسوع تنتمي لإسم يشوع. كليهما رجلين من أصل عبريّ. يحملا إسميّ يشوع ويسوع وكليهما ينتميان للصيغة اللغويّة الّتي تعني الإنتصار والخلاص. ويشتركا كليهما أيضًا على ضوء النص اليوحنّاويّ (6: 60- 69) في النبرة القاسيّة، لإعلان الكلمة الإلهيّة، في خطبة يسوع الطويلة بذات الإصحاح والّذي نتتبع قراءته في هذه الأسابيع المتتاليّة، نجد يسوع في المقطع الإنجيليّ يتبع نفس الإستراتيجية الّتي إتبعها يشوع، كما نوهنا بأعلاه. يعلن خطابه أمام كثيّرين من المغادريّن له، وبعد إنّ إستمعوا إلى كلامه، إذ لا يحاول إقناعهم بالبقاء وبدلاً من ذلك وجه لهم تساؤله: «أَفلا تُريدونَ أَن تَذهبَوا أَنتُم أَيضاً؟» (يو 6: 67).