رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصوم المقبول: 6 أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. 7 أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ. أ. تقديم أعمال المحبة عوض طلب المسرة الذاتية [3] وتسخير الغير لحسابنا. الصوم هو بذل "الأنا" وصلبها لكي يحيا المسيح "الحب" فينا، فنحمل سمات محبته ونمارس عمله كأعضاء جسده. هذا هو الصوم في مفهومه الإيجابي. "أليس هذا صومًا اختاره: حل قيود الشر؛ فك عقد النير، وإطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كل نير؟! أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تُدخل المساكين التائهين إلى بيتك؟! إذا رأيت عريانًا أن تكسوه، وأن لا تتغاضى عن لحمك؟!" [6-7]. ما أجمل القول "لا تتغاضى عن لحمك"، وكأن الصائم إذ يُصلب مع المسيح يدرك أن لحم الآخرين هو لحمه، حين يحل القيود إنما يحل قيود نفسه، حاسبًا نفسه مقيدًا مع المقيدين (عب 13: 3)، مسجونًا مع كل سجين، جائعًا ومسكينًا وتائهًا وعريانًا مع من يعانون من هذه الأمور. بالصوم يحب الآخرين كنفسه، بكونهم أعضاء بعضهم لبعض، أو أعضاء تعمل معًا في جسد واحد للرأس الواحد ربنا يسوع. * لا يُحسب الصوم صالحًا بطبيعته الذاتية، إنما يصير صالحًا ومسرًا للرب بالأعمال الأخرى. مرة أخرى، يمكن أن يُعتبر الصوم -خلال الظروف المحيطة- ليس باطلًا فحسب بل ومكروهًا بالحق كقول الرب: "عندما تصومون لا أسمع لصلواتكم". الأب ثيوناس القديس غريغوريوس النزينزي يضبط الصوم نفسك لكنه لا ينعش الآخرين. ضيقك لنفسك ينفعك إن كان فيه تعزية للغير. ها أنت تجحد نفسك؛ انظر من الذي أعطيته ما قد حرمت نفسك عنه...؟! كم فقير شبع من الإفطار الذي حرمت نفسك عنه؟! القديس أغسطينوس |
|