رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تختلف المحبة الكتابية عن مفاهيم المحبة الدنيوية؟ تتناقض المحبة الكتابية المتجذرة في طبيعة الله تناقضًا صارخًا مع العديد من المفاهيم الدنيوية عن المحبة. فبينما يساوي العالم في كثير من الأحيان بين الحب والعواطف العابرة أو إرضاء الذات، فإن الحب الكتابي يتميز بنكران الذات والالتزام والتضحية. إن كلمة "أغابي" اليونانية المستخدمة في العهد الجديد لوصف محبة الله، تمثل محبة غير مشروطة ومعطاءة للذات. لا تستند هذه المحبة على جدارة المتلقي بل على شخصية من يحب. إنها تسعى إلى الخير الأسمى للآخر، حتى لو كان ذلك بتكلفة شخصية كبيرة. الحب الدنيوي غالبًا ما يكون حبًا تعامليًا - "أحبك لأنك" أو "أحبك إذا". أما الحب الكتابي فهو حب تحويلي. لا تعتمد على ما يمكن أن نحصل عليه من الآخرين، بل على ما يمكن أن نعطيه. إنها تدعونا إلى أن نحب حتى أعداءنا، وهو مفهوم يبدو أحمق بالمعايير الدنيوية. المحبة الكتابية ليست مجرد شعور بل هي فعل. إنها صبورة، لطيفة، ليست حسودة أو متباهية، ليست متغطرسة أو وقحة. لا تصرّ على طريقتها الخاصة، ولا تنفعل أو تستاء، ولا تفرح بالباطل بل تفرح بالحق (1 كورنثوس 13: 4-7). هذا الوصف يتحدّى ميولنا الطبيعية ويدعونا إلى معيار أعلى. في حين أن المحبة الدنيوية غالبًا ما تسعى إلى الإشباع الفوري، فإن المحبة الكتابية مستعدة لتحمل المشقة وتأخير المكافأة. إنها محبة أمينة ومثابرة، تعكس محبة الله الثابتة لشعبه عبر التاريخ. تجد المحبة الكتاب المقدس تعبيرها الكامل في شخص يسوع المسيح، الذي بذل حياته من أجلنا. هذه المحبة التضحوية تشكل أساس إيماننا وتضع معيارًا لكيفية دعوتنا لمحبة الآخرين. |
|