رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أدونيَّا يسجد أمام سليمان: 49 فَارْتَعَدَ وَقَامَ جَمِيعُ مَدْعُوِّي أَدُونِيَّا، وَذَهَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ فِي طَرِيقِهِ. 50 وَخَافَ أَدُونِيَّا مِنْ قِبَلِ سُلَيْمَانَ، وَقَامَ وَانْطَلَقَ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ. 51 فَأُخْبِرَ سُلَيْمَانُ وَقِيلَ لَهُ: «هُوَذَا أَدُونِيَّا خَائِفٌ مِنَ الْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، وَهُوَذَا قَدْ تَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ قَائِلًا: لِيَحْلِفْ لِي الْيَوْمَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ إِنَّهُ لاَ يَقْتُلُ عَبْدَهُ بِالسَّيْفِ». 52 فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنْ كَانَ ذَا فَضِيلَةٍ لاَ يَسْقُطُ مِنْ شَعْرِهِ إِلَى الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ وُجِدَ بِهِ شَرٌّ فَإِنَّهُ يَمُوتُ». 53 فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ فَأَنْزَلُوهُ عَنِ الْمَذْبَحِ، فَأَتَى وَسَجَدَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: «اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». "فارتعد وقام جميع مدعوِّي أدونيَّا، وذهبوا كل واحد في طريقه. وخاف أدونيَّا من قِبل سليمان، وقام وانطلق وتمسَّك بقرون المذبح" [49-50]. كان المذبح عند كل الأمم موضع لحماية للمجرمين المستحقِّين الموت، أمَّا في إسرائيل فبحسب الشريعة يحمي الذين سبَّبوا قتلًا عن غير عمدٍ (خر 21: 14)، وقد حملت مدن الملجأ نفس الفكرة (عد 35). لا يعرف على وجه التحديد هل التجأ أدونيَّا إلى المذبح الذي في تابوت العهد في صهيون، أم في الخيمة في جبعون، أم المذبح الذي بناه داود بأرونة أو أرونان Araunah (2 صم 24: 18-25). غالبًا الأول، لأنَّه لم يُذكر أنَّه هرب بعيدًا إلى جبعون كما أن المذبح الثالث بلا قرون. كان يُنظر إلى موضع العبادة كموضع لتحقيق العدالة. لهذا إذ يمسك أحد بقرون المذبح لا يعني هذا عدم محاكمته، وإنَّما عدم قتله حتى تتم محاكمة عادلة، يستطيع خلالها أن يدافع الإنسان عن نفسه ليكشف عن تبرئته من الجريمة. لنفس الغرض أقام الله مدن الملجأ في الضفَّتين الشرقيَّة والغربيَّة حتى يهرب إليها كل قاتل غير متعمِّد للقتلِ (عد 35). ما فعله أدونيَّا يكشف عما في قلبه، خوفه الشديد من سليمان. وتمسُّكه بقرون المذبح إنَّما هو ردّ فعل لما في أعماقه، وما كان يود أن يفعله بسليمان وأمه لو أن خطَّته قد نجحت واستلم العرش. فأُخبر سليمان وقيل له: هوذا أدونيَّا خائف من الملك سليمان. وهوذا قد تمسَّك بقرون المذبح قائلًا ليحلف لي اليوم الملك سليمان إنَّه لا يقتل عبده بالسيف. فقال سليمان: إن كان ذا فضيلة لا يسقط من شعره إلى الأرض. ولكن إن وُجد به شرّ فإنَّه يموت" [51-52]. لم يرِد سليمان أن يبدأ حكمه بفرض عقوبة قتل لذلك وهب الغادر عفوًا مشروطًا. "فأرسل الملك سليمان فأنزلوه عن المذبح. فأتى وسجد للملك سليمان، فقال له سليمان: اذهب إلى بيتك" [53]. |
|