* إنه ليس فقط يعتني بنا، إنما يحبنا بلا حدود، حبًا مقدسًا ملتهبًا، حبًا شديدًا حقيقيًا لا ينفصم ولا ينطفئ...
* يجاوب النبي الذين اكتأبوا مرة وأنّوا قائلين: "قد تركني الرب وسيدي نسيني"، قائلًا: "هل تنسى الأم رضيعها فلا ترحم ابن رحمها؟". كأنه يقول: يستحيل على الأم أن تنسى رضيعها، فبالأولى لا ينسى الرب البشرية. وهو بهذا لا يقصد تشبيه حب الله لنا بحب الأم لثمرة بطنها، وإنما لأن حب الأم يفوق كل حب، غير أن حب الله حتمًا أعظم منه. لهذا يقول: "ولو نسيت الأم رضيعها أنا لا أنساك يقول الرب". تأمل كيف تفوق محبة الله محبة الأم...؟!
يؤكد رب الأنبياء وسيد الجميع أن حبه يفوق محبة الأب لأولاده، كما يفوق النور الظلمة والخير والشر... أنصت ماذا يقول؟ "أم أي إنسان منكم إذا سأله ابنه سمكة يعطيه حية؟! فإن كنتم وانتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه؟!" (مت 7: 9-11). كاختلاف الخير عن الشر هكذا تعلو محبة الله على عواطف الوالدين...
هناك أمثلة أخرى كحب الحبيب لمحبوبته، إلاَّ أن حب الله لن يعادله هذا الحب (مز 103: 11)..
القديس يوحنا الذهبي الفم