رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل الله المخلص يفعل، ويرفع، ويحمل، ويخلص. إنه يسمح أن يكشف خطايانا لندرك إننا مأسورون لا في سبي بابل وإنما تحت سبي إبليس وأعماله الشريرة، وهو يرفع إذ ينزع هذا العار عنا بتدبيره الإلهي لخلاصنا؛ وهو يحمل إذ رفع الدين بنفسه عنا ولم يأتمن ملاكًا أو رئيس ملائكة أو نبيًا على خلاصنا؛ وأخيرًا يخلص حيث يحملنا إلى سمواته ويهبنا شركة أمجاده الإلهية. يقول الرسول بولس: "قُدم مرة لكي يحمل خطايا الكثيرين" (عب 9: 28). . لقد أحنى السيد المسيح ظهره ليحمل خطايا العالم كله، إذ مات عن الجميع، لكنه يُحسب مخلصًا للمؤمنين وحدهم، هؤلاء الذين قبلوا أن يرفع عنهم ثقل خطاياهم، فيُحملوا أبرارًا فيه ويدخل بهم إلى حضن أبيه. لقد مات من أجل الكل، هذا من جانبه، فإن هذا الموت كان المقابل ضد هلاك كل البشرية، لكنه لم يحمل خطايا كل الناس لأنهم لم يريدوا. *حمل موسى (الفصح) لم يحمل في الحال خطايا أحد ما، أما هذا الحمل فحمل خطايا العالم كله، فانه إذ كان العالم في خطر الهلاك أسرع فخلّصه من غضب الله. *لقد سمعوا أنه يحمل خطايا العالم (يو 1: 36)، وللحال جروا إليه، قائلين: إن كان ممكنًا أن ينزع الاتهامات الموجهة ضدنا فلماذا نتأخر؟ هنا يوجد ذاك الذي يُخلص دون تعب من جانبنا. القديس يوحنا الذهبي الفم ليس إنسان في التاريخ بلغ العظمة التي تؤهله أن يرفع خطية العالم كله، لا أخنوخ ولا إبراهيم ولا إسحق، وإن كان قد قدم نفسه للموت، لكنه حُفظ إذ لم يكن قادرًا على إزالة وسخ الخطية. فمن هو هذا الرجل العظيم الذي بموته تموت الخطية؟! هذا لا يمكن أن يكون من البشر... لكن الله اختار الابن، ابن الله الذي فوق الكل، وهو الذي يمكن أن يُقدم عن خطايا الجميع! لقد كان يلزم أن يموت، لأن بغلبته على الموت يقدر أن ينقذ الآخرين الذين هم كقتلى مضطجعين في القبور. لقد كسر عبودية الشهوات، ولم تقدر قيود الموت أن تمسكه! القديس أمبروسيوس الشيخ الروحاني لقد أكد الله حبه الفائق لنا، يحملنا ونحن في الأحشاء ويبقى حاملًا إيانا حتى الشيخوخة [3-4]، يفوق حب الأم التي تقدر أن تحمل جنينها في الأحشاء أو الرضيع وإلى حدٍ ما حين يصير طفلًا صغيرًا في السنوات القليلة الأولى من حياته... تحمله جسديًا وتحمل بعض متاعبه لكنها تعجز عن إدراك كل أسراره الخفية لتشاركه متاعبه، أما الله فيحملنا حتى الشيخوخة، يحمل كل أتعابنا الظاهرة والخفية، وكما يقول المرتل: "أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني" (مز 27: 10). ليس لله في حبه شبيه لا الوالدين ولا الآلهة الأخرى المحتاجة إلى من يصنعها ويرفعها على الكتف ويقيمها في موضع ويحرسها حتى لا تُسرق، يصرخ إليها عابدوها فلا تُجيبهم وقت الشدة [5-7]. |
|