رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المخلص يرد لنا مجدنا ووحدتنا غالبًا ما يئس الكثيرون أثناء السبي من إمكانية العودة إلى بلادهم بسبب طول مدة بقائهم فيه، لكن الله المخلص يطمئن أولاده قائلًا: "لا تخف فإني معك. من المشرق آتي بنسلك ومن المغرب أجمعك. أقول للشمال اعطِ وللجنوب لا تمنع. إيت ببنيّ من بعيد وببناتي من أقصى الأرض. بكل من دُعي باسمي وكمجدي خلقته وجبلته وصنعته" [5-7]. يُلاحظ في هذا الأصحاح أن الله يتحدث عن نفسه "أنا" لا يقل عن 36 مرة حتى دعي أصحاح "الذات الإلهية" أو "الأنا الإلهية" وقد تكرر نفس الأمر في الأصحاح الخامس والأربعين 31 مرة... ماذا يعني هذا؟ إن كان عمل الخطية هي تحوصل الإنسان في "الأنا"، فيجد في نفسه مركزًا للعالم وللآخرين، يود أن يتمتع بالملذات الجسدية أو الكرامة لحسابه الخاص في كبرياء وأنانية، فإن مسيحنا على العكس يُقدم ذاته التي هي "الحب" لكي نقتنيه. عندما يُنادينا ألا نخف، وعندما يدعونا بالاسم، ويؤكد رعايته لنا أينما وجدنا ومهما حلت بنا من تجارب وعندما يقدم لنا مواعيده بأن يجمعنا من أقاصي المسكونة لكي يضّمنا إليه... إنما في هذا كله لا يطلب ما لنفسه بل ما هو لنا. يهبنا معيته لكي نقتنيه. لهذا بين الحين والآخر يقول "إني معك"، وأنه لنا، نصيبنا الأبدي. مجد اسم الله وكرامته يُعلنان في حبه العملي الباذل، في عطاء نفسه لخليقته. |
|