رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
اسم الكتاب: القديسون الشهداء اصدار: ابنا البابا كيرلس رقم الإيداع: ١٤٤٧٤ - ٢٠١٤ طبعه ثانيه منقحة المقدمة من أقوال القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22) أي شئ أفضل من الاعتراف بالرب يسوع؟، فإنه حتي لو فقأوا عينيك أفلا تقوم في القيامة ولك عينان؟، يكفي أن يعترف بك الرب أمام ملائكته، فماذا تخشي إذن؟ فحتي لو ضربوا عنقك، فإنك تقوم من بين الأموات ورأسك موجودة علي كتفيك ،ولو قطعوا كل عضو فيك فستقوم دون أن ينقصك أصبع واحد في يدك أو قدمك، نعم أنك ستقوم من بين الأموات جسداً روحانياً. إذا كنت تذكر الألم والحزن الذي سببه لك الأشرار، فتفكر فيما قاله الرسول:"أني أحسب أن آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا" (رو 8: 18)، يكفيك أن تري هناك جميع الذين احتقروا أو قتلوا من أجل الرب يسوع المسيح له المجد ، ولا سيما الرسل والأنبياء والأبرياء وكل الأبرار. إذا كنت تخشي السهام فلن يمكنك أن تقف في المعركة، إذا كنت تخشي استهزاء الناس فلن تستطيع أن تفصل كلمة الحق باستقامة، إذا كنت تخاف من أن تجرح يدك أو رجلك أو أي عضو في جسدك، فلا تقدر أن تجاهد حتي تأخذ الإكليل. من ذا الذي يستطيع أن يحزنك إن كنت تريد أن تتغلب علي كل حزن وكل كآبة؟، فقد جدفوا علي المسيح الذي جاء ليخلصنا ، فلماذا لا يشتموك من أجله؟ ينبغي أن تمتلئ من تمجيده إذا كانوا يحتقروك من أجله. إن كانوا قد كذبوا علي المسيح من أجلك أنت كما قيل "إن أعداء الرب كذبوا عليه" (هوشع 7: 23)، فلماذا لا يكذبون ضدك من أجله؟، وإذا كانوا قد تكلموا بالشر علي الله الذي خلقهم ، فكيف لا يتكلمون عليك بالشر؟ وإذا كانوا قد نسبوا الخطية للرب يسوع المسيح له المجد الذي يرفع خطية العالم ، وذلك كما قال رؤساء الكهنة "تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي أني بعد ثلاثة أيام أقوم" (متي 27: 63) فلماذا لا يدعونك مضلاً؟ وإذا كانوا قد شهدوا عليه زوراً فلماذا لا يتهمونك زوراً، لقد حدث ذلك كله مع جميع القديسين. فقد كذبوا ضد يوسف في بيت المصري حتي وقع ضيقات كثيرة، ولكن الله لم يتركه ، وكذبوا ضد سوسنة (في سفر دانيال) ولكن الله لم ينسي تضرعها وصلواتها، كذبوا ضد استفانوس ورجموه وقتلوه ، ولكنه رأي السماء مفتوحة ورأي مجد الله والرب يسوع المسيح عن يمين الله ، وفوق كل شئ كيف إنه هو الآن في مجد؟ فلا عجب أن يقال كلام قاسي ضدك، فهذا ليس بالأمر الجديد. أنهم لم يجربوك بالعذابات وبالسيوف مثل الرسل الذين تركوهم شبه أموات وجروهم بعنف وطردوهم خارج المدينة. لم يلقوك في السجن مثلهم، وقد قتلوا القديسين وسائر الشهداء الذين سفكوا دماءهم. لم يقولوا شراً علي جميع القديسين ، بل احتقروهم وكذبوا ضدهم وقتلوا معظمهم ، لقد قبلوا كل هذا من أجل سيدهم ، فقد احتقروا السيد الذين غشت القساوة قلوبهم وأوثقوه مثل لص ، أيضاً إذ أوثقوك من أجله فلا تعثر ، لقد بصقوا علي وجهه وغطوا وجهه ولطموه وضربوا رأسه بالقصبة وفي عطشه سقوه خلاً، ووضعوا علي رأسه إكليل شوك وسمروا يديه ورجليه علي الخشبة وأهانوه علي الصليب قائلين:"إن كنت ابن الله فإنزل عن الصليب فنؤمن بك" (مت 27: 40 ، 42) وبعد كل ذلك طعنوا جنبه بالحربة. أما كان يستطيع أن يجعل الأرض تنفتح وتبتلع جميع هؤلاء الأشرار ، ولكنه كان يتطلع إلي الذين يؤمنون به. وأنت أيضاً انظر إلي ازدياد البرّ ومجد الرب الذي يتقدم وينتشر في الأرض كلها ، وإلي رائحة الأعمال الصالحة العطرة فإن رائحتها أفضل من كل بخور. "ثم رأيت سماء جديدة وأرضاً جديدة ، ﻷن السماء الأولي والأرض الأولي مضتا ، والبحر لا يوجد في ما بعد ، وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها. وسمعت صوتاً عظيماً من السماء قائلاً هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعباً ، والله نفسه يكون معهم إلهاً لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ، والموت لا يكون في ما بعد ، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد ﻷن الأمور الأولي قد مضت" (رؤيا يوحنا 21: 1-4). يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "عند رؤية دم الشهداء تتهلل الملائكة وترتعب الشياطين وتتزعزع قوات الشر ، ﻷن هذا الدم الذي يرونه ليس دماً بسيطاً ولكنه دم طاهر، دم مقدس، دم الشهادة ﻷجل الرب يسوع المسيح، دم يستحق ملكوت السماوات،دم يستمر في ان يروي نباتات الكنيسة ويأتي بثمار كثيرة لمجد اسم الرب يسوع المسيح الذي له المجد الدائم مع أبيه الصالح والروح القدس آمين. التعديل الأخير تم بواسطة walaa farouk ; 25 - 07 - 2024 الساعة 10:35 AM |
|