المفاجأة (مر 4: 37) لكن أثناء عبور التلاميذ، ومعهم يسوع، البحر الّذي يشير لقوى الشّرّ، يحدث شيء غير متوقع: «فعَصَفَتْ رِيحٌ شَديدة وأَخَذَتِ الأَمواجُ تَندَفِعُ على السَّفينة حتَّى كادَت تَمتَلِئ» (مر 4: 37). صورة توحي بالدمار الكامل، يتضح من هيجان المياه وشدّة العواصف (راج أي 31: 1ت؛ يون 1: 4- 12). الشّرّ هو صورة المياه الرمزيّة، هذا الأمر الّذي يُهدد السّفينة وبالتالي يهدد حياة ركابها. ملء السّفينة بالمياه بسبب قوة الأمواج الّتي تعترضها وتبدو بأنّها ستدمر كلّ شيء. براعة الإنجيلي الّذي نجح ببضع ضربات فرشاته الكتابيّة في أنّ يرسم إعتراض المياه الطبيعيّ وفي ذات الوقت هو أمر لا يمكن إيقافه، والّذي يشعر أمامه التلاميذ الصياديّن المهرة بالعجز والخوف، وينتابهم الإستسلام فهم تحت رحمة الأمواج دون أنّ يكونوا قادريّن على فعل أيّ شيء لمواجهة هذا الضد المعاكس لقوة عواصف البحر. هكذا نحن، حينما ننسى أنّ يسوع المعلّم بسّفينتنا الحياتيّة ينتابنا الخوف من بعض التجارب، الّـتي تُمثل الشّرّ، والّتي نسمح لها بأن تملأ حياتنا حينما نعطيها أهميّة تفوق أهميّة حضور الرّبّ بأيّام حياتنا.