قداسة البابا شنودة الثالث
نحن لا نقصد براحة الجسد راحة مطلقة.
فالجسد قد يكون في عمق النوم، ومع ذلك يكون قلبه يعمل
في انتظام، كذلك جهازه التنفسي، وكذلك المخ، وباقي أجهزة الجسد المتعددة.
كلها تعمل أثناء نومه، وأثناء راحته. وتعمل بكل ٍانتظام،
ولكن في هدوء، وبغير إرهاق. فتعب القلب هو في إرهاقه،
وليس في توقفه عن العمل وكذلك المخ.
لذلك ليست الراحة معناها عدم العمل إطلاقا.
ربما معناها أحيانا تغيير نوع العمل. وكما يسمون الراحة بالفرنسية
Recreation (أي خلق آخر)
فينتقل العقل من صنع فكر إلى صنع آخر.
لأنه مما يرهق العقل التركيز على فكر واحد.
فإن تعب الإنسان من هذا التركيز، ينتقل إلى فكر آخر.
والعقل دائم التفكير. ولكنه قد يتعب من التفكير العميق
إذا استمر في موضوع واحد مدة طويلة.
فيحتاج أن يترك هذا الموضوع إلى حين ثم يعود إليه بعد أن يجدد نشاطه.