منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 09 - 2012, 05:59 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,789

كثيراً ما نربط تقدمنا فى الفضيلة ونمونا فى الإيمان بمباركة الله لنا بالعديد من المعجزات التى قد تكون سبباً فى خروجنا من مشكلة أو إجتيازنا لتجربة ما ، ولا شك أن تصرفنا على هذا النحو يبرز حقيقة إيماننا المريض ، بل العديد والعديد من السلبيات التى تؤكد آنانية دوافعنا وحرصنا الدائم على راحة ذواتنا ولو على حساب ضياع الإيمان والمواعيد العظمى وبركات الدهر الآتى .

ولا أقصد بهذه الكلمات إنكار حقيقة وجود المعجزات أو الحث على عدم طلب المعجزة ، ولكن ما أقصده هنا هو أن تبعية الإنسان للمسيح تقتضى من الإنسان تقديم عبادة صادقة تحمل فى طياتها كل معانى الحب والإخلاص والإستعداد الدائم لطاعة الإنجيل ، ومتى كانت محبة الإنسان للمسيح محبة نقية ستدفع هذه المحبة ذلك الإنسان لعدم جعل حياته مع المسيح تتوقف على قدر ما يشبع إحتياجاته الماديه وما يوافق رغباته حسب الجسد .
يحتاج الإنسان كثيراً للجلوس مع نفسه لمعرفة دوافع طلبه للامور التى يسأل الله من أجل أن يهبها أياها ، لاننا كثيراً ما نطلب دون أن يكون هناك فائدة حقيقية تعود علينا من الشىء الذى نطلبه سوى تمجيد ذواتنا وبث روح اليقين فى نفوس الأخرين بأهميتنا وإشعارهم بوجودنا ، والأخطر من ذلك عندما يكون الدافع وراء طلبنا تجربة الله .
و لا يصلح يا صديقى أن تكون عبادتنا لله عبادة منفعية أو مشروطة بأخذنا لما نسأله ونريده لحياتنا و أمورنا ، ولا يصلح أيضاً أن نبنى إيمانننا على ما نقتنيه لحياتنا من عطايا و رغبات ، ، لأننا متى فعلنا هذا سنشهد على أنفسنابقدر ما نحمله داخلنا من آنانية وطاعة للآهواء والميول غير المقدسة .

لذا يجب ان يكون إيماننا بالله غير خاضع لما يرضى ذواتنا من أمور ، بل دورنا هو الجهاد الدائم والمستمر لجعل هذا الإيمان نامياً و راسخاً و قوياً ، وهذا يتحقق تماماً متى ادركنا حقيقة ان قوة الإيمان ترتبط بما يجنيه الإنسان من ثمر أثناء التجربة لا بالخروج منها .

وفى تأملنا هذا سأذكر خمس ملاحظات ، أرجو أخذها بعين الإعتبار ، وهى كالتالى :


+ لا تعتبر المعجزة بأى حال من الأحول دليلاً قاطعاً على تقوى الإنسان وقداسته ، لأن امر إتمام المعجزة يستلزم الإيمان الذى يرضى الرب ، لذا فمن المتصور حدوث المعجزة لإنسان بسبب إيمان وصلاة إنسان أخر ، كما هو الحال فى معجزة شفاء المفلوج الذى شفىَّ بسبب إيمان أصدقائه الأربعة ( مر 2 : 5 ) ، وشفاء بيت ابيمالك بصلاة ابراهيم (تك 20 : 17).. وهذا ما يستلزم وجود اليقين داخل كل إنسان حدثت فى حياته معجزة بأن إنتفاعه بالمعجزة لا يحمل فى طياته أدنى دليل على تقواه و قداسة حياته ، بل هى فقط هبة إلهية ، كانت صلاة هذا الإنسان المتواترة أو صلاة الأخرين عنه بإيمان سبباً من اسباب حدوثها .


+ من محبة الله للبشر أن تشاء عنايتة الإلهية إرجاء حدوث المعجزة فى حياة الإنسان لوقت معين ، فقد يكون فى حياته الكثير من الشرور والآثام التى تعطل عمل الله ، فيستلزم الأمر تأجيل إتمام المعجزة لإعطاء الإنسان فرصة للنمو فى الإيمان ، ولكن هذا إنما يدل على أن الذى يرجوه الرب لنفوسنا هو الإيمان ، لا الطلب المستمر من أجل الخروج من الضيقة والتجربة ..


+ لا تجعل طموحاتك أثناء التجربة هى المعجزة و الخروج إلى الحرية والمجد والرخاء ، بل نمو إيمانك وإزدياد كل ما يجعلك مقدساً فى الحق وطائعاً لصوت الإنجيل وإرادة الرب ، لانه ماذا ينتفع الإنسان لو أجتاز كل تجربة بلا ثمر ولا تقدم فى الفضيلة ولا نمو فى معرفة المسيح ؟ فهناك أمور لابد من إحرازها فى مصارعتنا مع الشيطان وأعوانه آبان التجربة كالإنتصار والتجديد والمصالحة مع الله و طلب ملكوته كل حين وأقتناء ما يجعلنا اهلاً للدخول فى شركة حقيقية ودائمة مع الروح القدس .


+ فى لقاء السيد المسيح مع توما ثامن يوم القيامة طوب السيد الذين يؤمنون دون أن يروا الآيات والعجائب والبراهين ، فما أحوجنا للسلوك بروح الإيمان الذى لا يعرف المرض أو الضعف ، لاننا سنحصد ما نزرعه وسيكون لنا بحسب إيماننا .


+ الكثير من الناس أجرى الله فى حياتهم العديد والعديد من المعجزات والآيات العجيبة ، ولكنهم لم يتغيروا عن شكلهم وطبائعهم وسلوكهم حسب الباطل والجسد وروح العالم ، وهذا يحمل لنا اليقين القاطع بان المعجزة ليست وسيلة لنمو الإنسان فى النعمة ومعرفة الحق ، ولكن بالإيمان نضمن النمو فى النعمة ومعرفة المسيح وتبعيته حتى الصليب.
صديقي إن كنت تظن أن نموك فى الإيمان يستلزم خروجك من الضيقة وأتون التجارب ، فلا شك أنك مخدوع ، لأن من ظن فى نفسه أن يستطيع النمو فى الإيمان بلا آلم أو بمعجزة تخرجه من التجربة التى يجتازها فهو مازال بعيداً عن معرفة الحق وملكوت الله وإرادة المسيح ، لك القرار والمصير .


رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليكن لنا الإيمان في صلاتنا
إنَّ المعجزة عمل يدعو إلى الإيمان
ثقة في حدوث المعجزة
الإيمان واليقين في المعجزة
ثقة في حدوث المعجزة


الساعة الآن 12:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024