منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 09 - 2012, 05:58 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 42,778

فى سبيل سعي الإنسان للعيش كما يحق الإنجيل لابد وأن تصادفه فى الحياة آتعاب العالم وإضطهادته ، وهذا ليس بالأمر الغريب أو الاحتمالى ، بل هذا ما تؤكد حدوثه كلمات السيد فى الإنجيل والتى أنبأ فيها عن حتمية الألم والمعاناة والضيقة فى حياة المؤمن كشرط لتبعية المسيح والتلمذة له ، وكشرط للحياة المسيحية بالروح والحق أيضاً .





و فى إنجيل أحد المولود أعمى ، يلاحظ القارىء المتأمل لأحداث المعجزة وما بعدها ، تعرض هذا المولود أعمى بعد نواله الشفاء من الرب يسوع للعديد من الأتعاب والضيقات فى سبيل إيمانه بإبن الله ، وكان طرده من المجمع أحدى هذه الأتعاب والتى تشير لنا وبوضح حقيقة وقوة الرابطة بين الإيمان بالله وحلول المعاناة والضيقات فى حياة المؤمن ..






وتجربة الطرد هذه ، كآلم لاحق على الإيمان بالله والشهادة للحق ، تجربة لعل البعض منا اجتاز بها وذاق مراراتها وتألم كثيرا منها نتيجة ما تحمله من حرمان وظلم ، ولكن الذى وضع فى قلبه تبعية المسيح ، والمسيح وحده ، يستطيع أن يجتازها بفرح ونجاح ونمو فى الإيمان ، حقاً إنها تجربة قد تكون أحيانا سبباً فى إلحاق المزيد من الخسارة والعوز والحزن بالإنسان ، ولكن متى كانت من أجل المسيح فالنهاية مباركة وعظيمة ، أى " الاجر السماوى العظيم " طوبى لكم اذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من اجلي كاذبين. افرحوا و تهللوا لان اجركم عظيم في السماوات فانهم هكذا طردوا الانبياء الذين قبلكم " ( مت 5 : 11 ، 12 )





و لكى تواصل نموك فى النعمة والقامة الروحية عليك أن تعي جيداً ان طردك ظلماً لا يحمل دليلاً على رفض الله لك ، لأن " في كل امة الذي يتقيه و يصنع البر مقبول عنده " (اع 10 : 35) ، لذا فعليك أن تضع نصب عينيك باستمرار ان الذى يسلك بالروح لابد أن يُمتحن إيمانه وصدق تبعيته للمسيح ورغبته فى الحياة حسب الروح بكل وسيلة يراها الروح مناسبة للإنسان و لا تعلو أو تتعدى حدود احتماله وبشريته ، ومتى أدرك الإنسان ذلك ، وتيقن من حقيقة ذلك أيضاً ، يكون قد قطع شوطاً كبيراً فى طريق الانتصار والسمو والارتقاء حسب إرادة الله وفكر الانجيل وتدبير الروح ، وهذا ما يؤهله بالضرورة للمستوى الذى يرجوه له الروح ولما أعد له من أمجاد وبركات .






وأرغب هنا فى ذكر بعض التوجيهات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :






+ حذار إذا تعرضت للطرد ظلماً من عقد المقارنة بينك وبين الذين هم فى مستواك الروحي والإجتماعى والثقافي ، والذين لم يجربوا بعد لأن هذا سيقودك لفعل أمور ضارة وخطيرة ، قد تكون سبباً فى إلحاق المزيد من الخسارة والندم والحزن طوال أيام حياتك ، لذا ضع نصب عينيك كل حين ان لكل إنسان تجارب سيجتاز بها فى حياته ، والله لا ينظر إلا للقلب ولا يحابى الوجوه ، وأن التجربة وسيلة دبرها الله لكيما ترتقى فى الفضائل وتسمو فى معرفة الله والنعمة ، كما أنها علامة محبته لك ، وما أروع الكلمات التى نطق بها الرب على لسان رافائيل الملاك فى (طوبيا 12 : 13) " و اذ كنت مقبولا امام الله كان لا بد ان تمتحن بتجربة " ، ومن ثم فالتجربة دعوة للفرح لا للكآبة والحزن والخوف .






+ يتعين لكى يكون الطرد تجربة من الرب ويستحق الإنسان بسببها المكافأة والإكليل أن يقع الطرد على الإنسان من أجل تمسكه ومحبته للبر وهذا واضح من قول السيد له كل المجد فى " من أجلى " (مت 5 : 11) وقوله " و من أجل البر " (مت 5 : 10) ، ومن ثم فليس كل طرد يتعرض له الإنسان يعد ظلماً و افتاءاتا على حقوقه وحريته، لذا فالأمر يحتاج دائماً لمراجعة النفس والوقوف على الأسباب الحقيقة التى كانت سبباً فى أن تلحق بنا التعب والمعاناة ..






+ ما أحوج الذين يفترون على الاخرين ويطردونهم ويضطهدونهم للصلاة والدعاء ، لان النفس التى تسلك بعيدا عن روح الكمال والحق ، الذى هو حسب الإنجيل ، الضرورة موضوعة علينا أن نهتم بها ونقودها للحق ومعرفة المسيح ونساعدها لكى ما تحيا فى ظل طاعة الوصية المقدسة والسير فى النور والحق ودروب الفضيلة ، وسنسأل عن تقصيرنا فى ذلك ، لأن فى تقصيرنا هذا رفض للسعي فى نشر ملكوت الله على الأرض والاهتمام بالبعيدين والشاردين والضعفاء .






+ من أجمل البركات التى نالها المولود أعمى بعد طرده من المجمع أخذه بركة اللقاء مع السيد والحديث معه ، وهذا يوضح لنا أن رؤية الله واللقاء معه لا يتآتى إلا للذين يُجربون ويضطهدون من أجل البر والصلاح والإيمان ، ومن يرغب فى هذا البركة ، بركة اللقاء مع السيد والحديث معه ، عليه أن يصبر فى الضيقات والأمراض ، فى الشدائد والمصائب ، يتيقن أن كل ما يجتاز به من صعاب و فقر وعوز إنما حدث وفقاً لتدبير العناية الإلهية و ليس صدفة أو بلا ضابط .. إن الإيمان العامل بالمحبة لا يتآتى إلا بعد التجربة واحتمالها بفرح وصبر وشكر ، و يبدأ الله فى إعطاء الإنسان هذه المكافأة على هذا الإيمان العامل بالمحبة وهو مازال على الأرض ، والقول بغير ذلك يعد مخالفة صارخة لروح المكتوب فى الإنجيل ولما ظهر من بركات فى حياة القديسين أيام حياتهم على الأرض .




+ لقد استنار المولود أعمى بعد لقاؤه بالرب روحياً وجسدياً ، استنار روحيا بمعرفة المسيح ورؤيته ، و إستنار أيضاً جسدياً إذ صنع له السيد له كل المجد عينين ، بالعين الجسدية يستطيع رؤية الأمور الطبيعية والعادية و بالعين الروحية يستطيع أن يرى الأمور التى تفوق العقل والطبيعة ، بالعين الجسدية يستطيع الإنسان إدراك الأمور التى يشترك فى رؤيتها الإنسان مع الحيوان أما بالعين الروحية يستطيع الإنسان رؤية ما تشتهى الملائكة أن تراه ولا تستطيع ، بالعين الجسدية يميز الإنسان أمورا منظورة وملموسة ، أما بالعين الروحية يميز الإنسان أموراً غير منظورة وغير مدركة وتعلو عن كل فهم ، بالعين الجسدية نحكم حسب الظاهر و الخارج أما بالعين الروحية فيحكم الإنسان حسب الروح وإرادته .



+ إن الله يرغب فى التعامل معنا عن قرب ويود التلاقى بنا كل حين و منحنا الشفاء والتحرير والتجديد ، حسب غناه فى المجد والبركة والقوة ، ولكن خوفنا من التجارب وهروبنا من الضيقة و الجلجثة ورفضنا لتدبير الروح يفقدنا المزيد والمزيد من البركات التى يرغب الله فى ان يعطينا إياها ويمجدنا بها كأولاد للنعمة والحق والنور .






+ كثيرا ما يعانى الإنسان ويئن ويكون السبب هو طاعته لأفكاره الرديئة وسلوكه بمعزل عن المشورة والإتضاع والتآنى ، فما أحوج الإنسان لروح الإتضاع الذى يحمي الإنسان من السقوط ولروح المشورة التى تنقذ الإنسان من الحيرة والتخبط ، ولروح التآنى التى تنجى الإنسان من الندم والكآبة والفشل .






+ احذر من أن تكون سبباً فى تعب الاخرين وإرهاقهم وأنينهم فى الحياة بدافع شغلك لمنصب ما فى الحياة الكنسية أو فى الحياة عموماً ، و تذكر دائما كلمات الرب "كما فعلت يفعل بك، عملك يرتد على رأسك" (عو 1 : 15) .





صديقى ، يخبرنا القديس يوحنا الرسول فى رسالته الأولى (1يو 5 : 19) أن العالم كله قد وضع فى الشرير ، ومن ثم فكل أحد يسلك ضد فكر الشر وإرادة الشرير فهو عرضه للمعاناة والتعب والظلم والطرد و الإفتراء من قبل ابليس وأعوانه من بنى البشر ، ولكن " الذى يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص " ( مت 24 : 13 ) ، ولإن الوقت قريب والتجربة زمنية وتعزية الرب تعطى لكل نفس تحت الآلام ، فلا تتذمر ولا تحزن ، بل ليكن لك الإيمان الذى يجعلك فى سلام وفرح ورجاء كل حين . لك القرار والمصير.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مطروحين لكن غير هالكين♥️
( 2كو 4: 8 ،9) مطروحين، لكن غير هالكين
يرسل الله الملائكة إلى البشر، عندئذ يقود البشر إلى السمويات
مختارون ومستنيرين بالمسيح
لماذاااا (2) لماذا يرسل الله (محب البشر) بعض البشر الى الهلاك ؟؟؟


الساعة الآن 11:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024