العلامة أوريجينوس
[يجب على رؤساء الكنيسة بدلًا من أن يوصوا بأقربائهم حسب الدم والجسد... أن يتعلموا الرجوع إلى أحكام الله، وبدلًا من أن يختاروا حسب عواطفهم البشريّة أن يتركوا تعيين من يخلفهم لقرار الله. ألم يكن يستطيع موسى أن يختار رئيسًا للشعب بحكمة حقيقيّة وبقرار صالح وعادل، هذا الذي قال الله له "اجمع إليَّ سبعين رجلًا من شيوخ إسرائيل الذين تعلم أنهم شيوخ الشعب" (عد 11: 16)، وقد اختارهم حسب روح الله الذي حلَّ عليهم فتنبأوا جميعًا؟ لكن موسى لم يفعل هذا ولا عيَّن أحدًا. إنه لم يجسر على فعل هذا، لماذا؟ حتى لا يترك للأجيال القادمة مثالًا فيه يعتمد الإنسان على رأيه. إنه يقول: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة، يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكي لا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها" [16، 17]. إن كان رجل عظيم كموسى لا يترك لحكمه الخاص في أمر تعيين رئيس على الشعب، وتنصيب خلف له، فمن الذي يجسر من وسط هذا الشعب... أو حتى بين صفوف الكهنة أن يعتبر نفسه قادرًا على إعطاء رأيه في هذا الأمر، اللهم إلاَّ في حالة إلهام يحصل عليها خلال الصلوات الكثيرة والتضرعات المقدمة لله؟].