يوصي يسوع جميع أتباعه بان يُحبَّ الواحد منهم الآخر كونهم موضوع محبته التي تصل إلى التَّضحية بالحياة. فقد أحب يسوع تلاميذه، كما أحبَّه الآب (يوحنا 15: 9)، وقدّم حياته لأجلهم، إذ "لَيسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعظمُ مِن أَن يَبذِلَ نَفَسَه في سَبيلِ أَحِبَّائِه." (يوحنا 15: 13).
فعلى تلاميذ المسيح أن يتبعوا معلمهم على طريق التَّضحية بذواتهم وبمَحَبَّة إخوتهم حتى النِّهاية. وتملك مَحَبَّة يسوع القوّة لتحويلنا وتغييرنا بحيث نُصبح مثله؛ وفي هذا الصَّدد يعلق البابا بندكتس "نحن لا نستطيع أنّ نُحبّ كما طلب منّا الرَّبّ يسوع بدون العيش في يسوع. بغير ذلك، سوف نعتمد على مجهوداتنا البشريّة، وسوف نُحبّ بشكل آخر من الحُبّ ولكنّه ليس الحُبّ الإيثاري (حُبّ ἀγάπη ) الخاصّ بالرَّبّ يسوع." حُبّ الآخر من أجل منفعته ومصلحته دون أن نضع نفسنا ومنفعتنا في مقدّمة أهدافنا. بذل يسوع حياته من أجلنا كي يُحرّرنا من الخطيئة والموت ومن كلّ ما قد يحجزنا عن مَحَبَّة الرَّبّ.