رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إذا حَفِظتُم وَصايايَ تَثبُتونَ في مَحَبَّتي كَما أَنِّي حَفِظتُ وَصايا أَبي وأَثبُتُ في مَحَبَّتِه "فيَكونَ فَرحُكم تامًّا" فتشير إلى امتلاك الإنسان هذا الفَرَح بكامله، كما صرّح في صلاة يسوع الكهنوتيَّة: "لِيَكونَ فيهِم فَرَحي التَّامّ" (يوحنا 17: 13)، وجاء في شهادة يوحنا المعمدان "مَن كانَت لَه العَروس فهوَ العَريس. وأَمَّا صَديقُ العَريس الَّذي يَقِفُ يَستَمِعُ إِلَيه فإِنَّه يَفرَحُ أَشدَّ الفَرَح لِصَوتِ العَريس. فهُوذا فَرَحي قد تَمَّ" (يوحنا 3: 29)؛ وبناء على ذلك، كلما نطيع وصايا المسيح نثبت فيه، وكلما نثبت فيه، يزداد فَرَحنا ويكمل؛ فالفَرَح هو نتيجة المَحَبَّة. وهذا ما عمله الرُّوح القُدُس، فأول ثمار الرُّوح المَحَبَّة وثاني الثِّمار هو الفَرَح، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول " أَمَّا ثَمَرُ الرُّوح فهو المَحَبَّة والفَرَح والسَّلام والصَّبرُ واللُّطْفُ وكَرَمُ الأَخْلاق والإِيمانُ " (غلاطية 5: 22). وأهم أفراح الإنسان هو الخلاص الذي قدَّمه المسيح، وهذا الخلاص هو الحياة الجديدة. ولكن ليس من المستحيل أن يتواجد الفَرَح مع الألم، فالتَّلاميذ يفرحون حتّى وإن انتابتهم الآلام (يوحنا 16: 20-24)؛ وقد طبَّق يوحنا الإنجيلي الفَرَح بولادة إنسان جديد على أحداث آلام يسوع وتمجيده، كما عاشها التَّلاميذ" الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: ستَبكون وتَنتَحِبون، وأَمَّا العاَلمُ فَيَفَرح. ستَحزَنون ولكِنَّ حُزنكم سيَنقَلِبُ فَرَحًا. إِنَّ المرأَةَ تَحزَنُ عِندما تَلِد لأَنَّ ساعتَها حانَت. فإِذا وَضَعتِ الطَّفْلَ لا تَذكُرُ شِدَّتَها بَعدَ ذلك لِفَرَحِها بِأَن قد وُلِدَ إِنسانٌ في العالَم. فأَنتُم أَيضًا تَحزَنونَ الآن ولكِنِّي سأَعودُ فأَراكُم فتَفَرحُ قُلوبُكم وما مِن أَحَدٍ يسلُبُكم هذا الفَرَح" (يوحنا 16: 21-22). يبذل يسوع حياته في سبيل هؤلاء تلاميذه، وهم أحباؤه بهدف إشراكهم في الفَرَح، حيث أنَّ قلبه ينبوع الفَرَح. |
|